المنظومة السياسية الحاكمة في لبنان بلغت من العمر عٍتيّا، خرّبت النظام، وخرّبت الإقتصاد والإدارة العامة، وتبع ذلك انهيار كافة المؤسسات التعليمية والإستشفائية، وسائر الأجهزة الأمنية والقضائية، باعدوا أفاضل المجتمع، وقرّبوا الفاسدين من أهل قرابتهم وزبانيتهم، يعتذرون بغير العذر، ويغضّون الطرف عن اللص والفاسد والفاجر، حتى إذا افتُضح أمره، وعمّت البلوى والشكوى، اعتذروا بأنّه "ما خلونا"، ولا يتوانى أحدهم عن الذّب عن سفيهه وفاسده( حال الرئيس نبيه بري مع علي حسن خليل وغازي زعيتر )، لا يخافون حساباً في الدنيا ولا عقاباً في الآخرة.

 


ادّعى حجّاج الأمويين( الحجاج بن يوسف الثقفي) ذات يوم بأنّ الشيطان استبطن أهل العراق،  ونحن نعتقد بأنّ الشيطان استبطن حُكامنا،  وبلغة الحجاج إياه: خالط اللحم والعصب، والمسامع والأطراف والأعضاء والشغاف، ثم ارتفع وعشّش، ثم باض وفرّخ، فولّد فراغاً خطيراً في المؤسسات الدستورية، سرقات بملايين الدولارات، انتهاكات صارخة للسيادة والقانون، وأنّى توجّهت في الإدارة العامة والأجهزة، فلن تجد إلاّ اللصوص وحُماتهم، يحضرون اجتماعاتٍ وزارية ونيابية لا تتوقف، بلا جدوى ولا طائل، وللمفارقة يشكون شكوى المواطنين عينها، ويئنّون نفاقاً وزوراً أنين المرضى والجائعين، ويتلاعبون بالدستور والقوانين، كأنّها وُضعت لخدمة أهوائهم وتحقيق مطامعهم، ويرمون على المواطنين خيباتهم ومخازيهم ألغازاً وأحاجٍ: يمتنعون عن تأليف حكومة جديدة ذات صلاحيات كاملة، ثم يعتدون بأنّهم لا يمكن أن يُسلموا السلطة بعد الواحد والثلاثين من شهر تشرين الأول القادم لحكومة فاقدة الصلاحيات، ويُصاب المواطنون بالدُّوار من تلاطم التصريحات والسيناريوهات الباطلة والعنتريات، قبل أن يُصابوا بدُوار البحر الذي يرمون أنفسهم فيه هرباً ويأساً من حُكامٍ ظلَمة لا يرحمون ولا يرأفون، وكُلٌ يُغني على ليلاه، وليلى شاخت واكفهرّت من عهرهم وخزيهم، مهما حاولوا ترميم صورتها وتلميعها، وما الذي يسعُ الماشطة أن تفعله مع الوجه الشنيع؟!