يعتلي هذه الأيام نواب حزب الله وعلماؤه وقادته المنابر، يدعون الناس لانتخاب لوائح: باقون، نبني ونحمي، وهذه اللوائح، يا رعاك الله، تضمُّ نواباً بلغت مدة ولايتهم حتى اليوم ثلاثة عقود( اي ثلاثون عاماً كاملة)، تمكنوا خلال هذه المدة الطويلة من دمار البلد بكافة مؤسساته ومرافقه وخدماته وصناعته وتجارته وزراعته وسياحته، واليوم وبكل جراءة ووقاحة وانعدام ضمير، يدعون إلى إعادة انتخابهم، ويُعيبون على المواطن الفقير الجائع المحروم والمذلول والتائه، أن يتطلع إلى التغيير وانتخاب غيرهم، لأنه بذلك سيفقد عزّته وكرامته، ولربما دِينه ويا للهول، حتى بات من يُعارض أو يتلكّأ عن إعادة تقديم الطاعة والولاء، للمقاومة المزعومة، وللمقاومين النواب"الشرفاء"، صعلوكاً يجب ردعه والضرب على يده الجانية بيدٍ قاسية. ما دعا داعٍ من لوائح الثنائية الشيعية إلى مبايعة تلك اللوائح، إلاّ وتذكرت ما قاله روح بن زنباع، عندما قام الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بالمدينة خطيباً، وكان واليها، ينعى معاوية بن أبي سفيان، ويدعو إلى بيعة يزيد بن معاوية، فلمّا رأى رَوحُ إبطاء الناس عن البيعة، قال: "أيها الناس، إنّا لا ندعوكم إلى لخْم وجُذام وكلب، ولكنا ندعوكم إلى قريش، ومن جعل الله هذا الأمر، واختصّه به، وهو يزيد بن معاوية، ونحن أبناء الطعن والطاعون، وفضلات الموت، وعندنا إن أجبتُم وأطعتُم، من المعونة والفائدة ما شِئتم" فبايع الناس.