ها هو أحد أبرز تماسيح السيدة داليا أحمد( صاحبة برنامج فشّة خلق على قناة الجديد) الحاج محمد رعد يذرف دموع التماسيح على أطفال وفقراء اليمن البائسين، وكان قد سبقه إلى ذلك الشيخ صادق النابلسي ( ناشط في حزب الله وأستاذ في الجامعة اللبنانية)، عندما سأل مُحاورتهُ على قناة الجديد مُستغرباً ومُستفظعاً: هل يعلم اللبنانيون هول الكارثة التي حلّت على أهل اليمن؟! هذا في حين أنّ اللبنانيين ومعهم العرب أجمعين، يدركون ويعون ما أصاب اليمن "السعيد" من خرابٍ وتدميرٍ وقتلٍ وتشريد، وجوعٍ وفقر، على يد أنصار الله الحوثيّين، ما عدا زعيمهم ومُشغّليه في إيران، ورغم كافة الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومعها مبادرات دولية عِدّة لوقف المجزرة الرهيبة التي تضرب اليمن منذ أكثر من سبع سنوات، فهي لم تلقَ آذاناً صاغية عند الإنفصاليين في صنعاء، ولا عند مُموّليهم في طهران، ومع ذلك يطالب الحاج محمد رعد و الشيخ صادق النابلسي اللبنانيين الصابرين الذين ضرب الفقر والبطالة والجوع والحرمان والإذلال أكثر من ثمانين بالمائة منهم أن يهبّوا لنجدة إخوانهم في اليمن، الذين يتضورون جوعاً ويعانون ويلات الحروب الأهلية، ذلك أنّ يد العون والمساعدة التي قدّمها حزب الله لنُظرائه وإخوانه في اليمن، لم تعد تجدي نفعاً، بعد التطورات العسكرية الأخيرة، والتي باتت لصالح التحالف الدولي ضد الحوثيّين اليمنيّين، ولم يبقَ سوى ذرف الدموع، كما ذرفها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، غداة حرب تموز عام ٢٠٠٦، ولم يسلم يومها من الهزء والسخرية، من قِبل مسؤولين وناشطين في حزب الله بعد محاصرته في السراي الحكومي، واستقالة الوزراء الشيعة من حكومته لإسقاط ميثاقيتها.

 


خير ما يُعبّر عن المفارقة بين دموع محمد رعد ودموع السنيورة هو هذين البيتين من الشعر اللذَين ذكرهما الصديق كريم جابر على صفحته على الفايسبوك اليوم، حيث قال: بعد إجهاش محمد رعد بالبكاء، سُمع فؤاد السنيورة مُردّداً:

أدموعيَ خلٌّ..ودمعُك شهدٌ

وبكائي ذلٌّ.. ونوحُك سؤددُ.