بما أن الدكتور بلال اللقيس ذهب لاعتبار عدم انتخاب خطه ونهجه بطريقة أو بأخرى هي خيانة لنهج الائمة عليهم السلام، وذلك دون تقديم أي قراءة سياسية موضوعية، استند فقط إلى دافع عاطفي، وأن خطه أو تحديدا زعيم خطه هو خير من يؤتمن من هذه الطبقة ( بمعنى آخر هو أفضل السيئين).

 


كنت أتمنى عدم زج البعد الديني في الشأن السياسي من زاوية الحكم على موقف الناس وقرائتها  للواقع السياسي، لكن على ما يبدو يصر هذا الطرف على تصنيف الناس بالنسبة لخط أهل البيت من خلال موقفهم من أداء فريقهم السياسي.

 

وحيث أني أحب أن احتفظ لنفسي بخلفية البعد الديني من موقفي السياسي، إلا أن كلام البعض وإصرارهم على تصنيف الناس من خلال مواقفهم من أحزابهم، سأعرض ما يمنعني من إعطاء حزب الدكتور بلال الثقة من زاوية دينية :

 

1_ بحسب ما أفهمه من سياسة أهل البيت، وتحديدا من وصية أمير المؤمنين لمالك الاشتر، ولا أظن أن أحدا في بلدنا يعتبر نفسه فوق قول أمير المؤمنين أو أفضل من مالك، ينصح الامام مالك باستعمال من اختبر وأثبت جدارته. لكني لا أرى سماحته يطبق هذه النقطة، فأغلب من يأتمنهم في الشأن العام أثبتوا عدم جدارتهم ومعياره وسبب نيلهم ثقة الناس هي أنهم (ثقة السيد) بالرغم من قناعة أغلب الناس بعدم كفائتهم.

 

 

2_ خط الدكتور بلال هو مع من جدد وأقر ووافق على السياسة الاقتصادية والنقدية في هذا البلد، وليس التجديد لحاكم المصرف آخرها. بالنسبة لي هذه النقطة لوحدها تجعلني مأثوما إن أعطيتهم الثقة. 
هذه السياسة أفقرت وأفلست شعب بأكمله، ومن يعتقد أن ثقته العمياء بشخص أي كان هذا الشخص تجنبه السؤال يوم القيامة عن موقفه اتجاه هذه النقطة فهو واهم ومشتبه.

 

 

3_ إذا كان الدكتور بلال يظن أن النماذج التي يقدمها حزبه هي سهم في نحر الاستكبار العالمي فهذه سذاجة ليس بعدها سذاجة : الذي مكن هذا الاستكبار من إحكام قبضته على هذا البلد هي النماذج والاشخاص الذين وضعوهم في مفاصل هذه الدولة، لا يهم هذا الاستكبار أن تصدح بمعارضتك لسياسته على منابر العزاء في الضيع والحسينيات، وفي المناسبات وعلى صفحات مواقع التواصل والمواقع الألكترونية، لكن أدائك السياسي في مفاصل قرار الدولة يسير ضمن مشروعه.

 

 

اكتفي بهذه النقاط لأقول موقفي من عدم إعطاء فريقه السياسي الثقة نابع من قراءة سياسية وخلفية دينية، ولا يحق له أو لمن هو أرفع من أو أدنى في التنظيم أن يشكك بخلفيتي الدينية والوطنية، ويصنف موقفي في محور هنا أو هناك.

 

 

حسن أيوب