في السُّنّة النبوية الشريفة أنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان قد دعا على عتبة بن أبي لهب( إبن عمّ النبي)، بعد أن شنّع عتبة عليه: اللهم سلّط عليه كلباً من كلابك، فافترسهُ أسدُ القاصرة التي كانت في طريق مصر، هذا الأسد نال ثوابه بدخول الجنّة، حتى التقاه ابن القارح في الجنّة وفق تخيّلات أبي العلاء المعري في رسالة الغفران، فرآهُ يفترس من صيران الجنة وحسيلها ( مجموعة من البقر وولدانها) فلا تكفيه هُنَيدةٌ ولا هِند، أي مائةً ولا مائتان، فيقول في نفسه: لقد كان الأسد يفترس الشاة العجفاء(الهزيلة)، فيُقيمُ عليها الأيام لا يَطعًمُ سواها شيئاً، فيُلهِمُ اللهُ الأسدَ أن يتكلم، وقد عرف ما في نفسه، فيقول: يا عبدالله، أليس أحدكم في الجنة تُقدّمُ له الصّحفةُ وفيها البهطُ( طعامٌ من اللبن والأرُز والسمن) والطّريمُ( من أسماء العسل) مع النُّهيدة( الزبدة الضخمة)، فيأكلُ منها مثل عمر السماوات والأرض، يلتذُّ بما أصاب، فلا هو مُكتفٍ، ولا هي الفانية، وكذلك أنا أفترسُ ما شاء الله، فلا تأذى الفريسةُ بظُفرٍ ولا ناب، ولكن تجدُ في اللّذة كما أجدُ بلُطف ربّها العزيز.

 


لا تعجبوا بعد اطّلاعكم على حكاية أسد أبي العلاء المعري في الفردوس الأعلى، كيف تفترس الثنائية الشيعية رعِيّتها وبيئتها، فتمضغ لحمها، وتعرق عظامها، ورغم النّزيف والجراح، فهي كصيران الجنّة لا تتأذّى بظُفرٍ ولا ناب، وتجدُ من اللّذة ما يكفيها ويرضيها بلُطف ربّها العزيز، بالمقابل لا تكتفي هذه الثنائية من افتراس المزيد من مئات الهُنيدات وآلافها.