تمرّ على لبنان أيامٌ عصيبة يعبق بعضها برائحة الحرب الأهلية التي استعادتها طرابلس بكل ظروفها، ويعبق بعضها الآخر برائحة الحرب الاسرائيلية، حيث تُقصف الأراضي اللبنانية ولكن ليس من الجانب الإسرائيلي بل من الجانب السوري، ولا أحد يدفع الثمن إلا الأبرياء من الجيش اللبناني وعامة الناس الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الصراعات الإقليمية والدولية.

استيقظ لبنان فجر اليوم الثلاثاء على استشهاد ثلاثة جنود لبنانيين برصاص أطلقه مجهولون قرب بلدة عرسال في محافظة بعلبك اللبنانية، وأفادت المصادر ان مسلحين كانوا يستقلون سيارة واطلقوا النار على موقع للجيش اللبناني عند الساعة الثالثة والنصف فجراً في وادي حميد في عرسال القريبة من الحدود مع سورية وفروا نحو الأراضي السورية الى جهة مجهولة. وشهداء الجيش هم: الجنديان علي شرف الدين، محمد منذر، والمجند مصطفى الحايك. واكد رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أن أيّ تعدٍ على الجيش لن يثنينا عن المضي في حفظ الامن والدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله، مشدداً على أن اللبنانيين ملتفون حول الجيش ويؤازرونه في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا.وجدد تأكيد قرارات مجلس الوزراء والمجلس الاعلى للدفاع باعطاء الجيش اللبناني صلاحية اتخاذ ما يرونه مناسباً من إجراءات وتدابير.

وما زالت الأوضاع في طرابلس شمال لبنان تزداد توتراً بين جبهتي التبانة وجبل محسن، حيث تشهد طرابلس تبادل للرصاص والقنص، هذا وسمع دوي انفجارين تبين انهما ناتجان عن إلقاء قنبلتين يدويتين في شارع سورية. والحصيلة الاولية للجرحى بلغت 8 اشخاص، ليصل عدد الضحايا منذ بدء الإشتباكات إلى 38 قتيلاً وأكثر من 200 جريح.

في الوقت الذي مازالت مدينة الهرمل في البقاع الشمالي تتعرض للقصف الصاروخي من الجانب السوري، حيث استشهدت الفتاة لولو عبد الله عوّاد وأصيب شخصان آخران نتيجة سقوط أربعة صواريخ على منطقة الهرمل مساء أمس.

وتبقى العيون شاخصة على الأحداث السورية التي بدأت تداعياتها تنعكس على لبنان، فهل بدأت الحرب الأهلية حقاً في لبنان، وإلى متى ستدوم لعبة الموت التي  تهدد هذا البيت العتيق الذي طال أسره في سجون عبدة العروش وحملة النعوش، وتجار الدم والدين...