المشهد الحكومي كما يلخّصه المطلعون على خفايا الاتصالات، يعكس حقيقة انّ الوسطاء قد تعبوا فعلاً من الصعود الى القصر الجمهوري، والنزول الى بناية «البلاتينيوم»، وفي جعبتهم محاولات أخيرة لكسر جدار التعطيل، والنفاذ منه الى تسويق بعض الأسماء لعلهم يشكّلون الحل الوسط، لكن ثبت بالملموس، انّ تلك الاسماء لا تشكّل مفتاح القفل الحكومي. فأيقن الوسطاء في خلاصة حركتهم أنّهم في «مهمة مستحيلة» أبعد من أسماء وحقائب وزارية.

 

تلك المهمة، اصطدمت بالحائط منذ البداية، على ما يؤكّد المطلعون عن كثب على حركة الوسطاء، بقولهم: «دعونا لا نلف ولا ندور، او نضحك على انفسنا، او نغش بعضنا البعض او نضيّع وقتنا، ونضيع بإسم من هنا، وحقيبة وزارية من هناك، فطالما انّ لغم «الثلث المعطّل» مزروع في طريق الحكومة فلا أحد يحلم بحكومة».


وجزم هؤلاء المطلعون بأنّ العقدة لا تزال هنا، ونقطة على السطر، فالتأليف لا يتمّ بالمراسلة ولا يحتاج لا الى وسطاء ولا الى الاستعانة بأصدقاء، فالمسألة في منتهى البساطة، تحتاج الى إرادة جدّية بالتأليف، لا تبدو موجودة حتى الآن، فضلاً عن انّه لو كانت هناك نيّة فعلية بالتراجع عن «الثلث المعطل»، لاتّفق الرئيسان عون وميقاتي وولدت الحكومة فوراً».