بين الرسالة التي بعث بها «حزب الله» على متن سفنية المازوت الايرانية، وبين الرسالة الصاروخية التي طيّرتها اسرائيل من فوق العاصمة بيروت في اتجاه سوريا، وبين الرسالة الاميركية بفتح نافذة أمل على الخط الكهربائي، هناك واقع لبناني يعيش النكبة بكل تفاصيلها ومعاناتها، ويترقّب بقلق مفاعيل هذه الرسائل، وما قد تحمله الايام المقبلة من تطوّرات مرتبطة بها.


 

الواضح أن كلّ تلك الرسائل وصلت إلى المعنيين بها في الداخل والخارج، وسط حديث عن استنفارات سياسية وعسكرية رافقتها، بالتوازي مع رسائل ديبلوماسيّة مستعجلة وردت الى مراجع مسؤولة تُعرب عن خشية كبرى من سيناريوهات دراماتيكية تلوح في أفق المشهد اللبناني، وتحذّر من انزلاق الأمور الى مخاطر كبيرة خارج نطاق السيطرة وتتجاوز الخريطة اللبنانية.

 

هذا المستجد، شكّل نقطة المتابعة الوحيدة في الغرف السياسية والعسكرية والديبلوماسية، وتقاطعت المقاربات لِما استجد، عند القلق البالغ من تداعيات تلك الرسائل المتبادلة في الاجواء اللبنانية، التي أدخلت لبنان في دائرة احتمالات مفتوحة وفق ما أكد لـ«الجمهورية» مصدر ديبلوماسي غربي، حيث قال: «إنّ لبنان اليوم أشبه بقنبلة موقوتة، ونخشى أنه اصبح أمام منعطف شديد الخطورة على مصيره».


 

وردا على سؤال، قال المصدر الديبلوماسي: كل يوم تتبدى امامنا المصاعب التي يواجهها الشعب اللبناني، وهذا واقع محزن، بالتأكيد أن لبنان يحتاج الى دعم كل اصدقائه، لكن مشكلته الاساس كامنة في الصراع السياسي القائم، وهروب القادة السياسيين من تشكيل حكومة تشكل الخطوة الاولى لوقف هذا الانهيار.


 

وعما اذا كان لبنان قد أصبح ساحة للصراع الدولي على أرضه، قال المصدر الديبلوماسي الغربي: كل المنطقة ساحة للصراعات الاقليمية والدولية، ولكن كان امام لبنان فرصة لكي ينأى بنفسه عن تلك الصراعات، او بمعنى أدق لكي يمنع تلك الصراعات من ان تتمدّد اليه، الا أن المؤسف هو انّ صراع الاطراف السياسية فيه هو الذي يدفع لبنان، ليس فقط، الى ان يتحوّل ساحة للصراعات، بل ساحة للفوضى التي بدأت تظهر بشكل مخيف في العديد من المناطق اللبنانيّة.

 

وخَلص المصدر الى القول: وضع لبنان مخيف، ولكن ما زال في أيدي السياسيين ان يقدموا علاجات وحلولا انقاذية، وإلّا سيكون اللبنانيون امام وضع غير مسبوق في كارثيّته. ويؤسفنا ان نقول انّ ذلك لن يكون بعيداً.