استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، سفير رومانيا في لبنان رادو كاتالان مارداري يرافقه القنصل ادريان لارجيانو، في زيارة بروتوكولية لمناسبة تسلمهما مهامهما الدبلوماسية في لبنان. وكانت مناسبة تخللها عرض للاوضاع العامة والعلاقات بين البلدين.

 

وظهرا، استقبل رئيس المجلس وزير الصحة العراقي حسن التميمي والوفد المرافق، بحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن.


 
 

وشكر الرئيس بري خلال لقائه وزير الصحة العراقي، بإسم المجلس النيابي وبإسم اللبنانيين لرئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "المؤازرة التي قدمها ويقدمها العراق خصوصا في هذه المرحلة التي يمر بها، على مختلف المستويات وتحديدا في المجالين النفطي والصحي".

 

وقال بري: "المطلوب اليوم تعزيز التكامل بين لبنان والعراق في مختلف المجالات لا سيما الاقتصادية والصحية والسياحية والسياسية، وهذا التكامل بصراحة وفي ظل ما يتهدد لبنان من مخاطر، يمكن له ان يسهم في تأمين 50% من طوق النجاة للبنان من أزماته، وكذلك نحن حريصون على نسج افضل العلاقات مع كافة الأشقاء العرب ونحن في المجلس النيابي على أتم الإستعداد لانجاز في كل التشريعات اللازمة التي من شأنها ان تعزز أواصر التعاون بين لبنان والعراق، وهذا ما بدأناه بالفعل في الجلسة النيابية الاخيرة".

 

وفي الشأن السياسي، أكد بري، أمام الوفد، أن "ما يصيب لبنان ويهدده هو نفسه ما يصيب العراق ويهدده لا سيما المخاطر المتأتية من الفساد والإرهاب الذي يستهدف الوحدة الوطنية في البلدين"، معتبرا أن "المظلة المتمثلة بالمرجعية الرشيدة للامام السيد علي السيستاني هي الضمانة لحماية النسيج العراقي لتصليب الوحدة الوطنية العراقية، فالوحدة في العراق كما في لبنان هي المانع لإحباط كل المؤامرات التي تستهدف البلدين".

 

وتطرق الى الشأن الداخلي اللبناني والموضوع الحكومي، قائلا: "نعم للاسف لبنان مهدد بالانهيار اذا ما بقي الوضع على ما هو عليه من دون حكومة، اذ لا يمكن الوصول الى شاطىء الامان من دون سلطة تنفيذية تتحمل مسؤولياتها في منع سقوط لبنان لا سمح الله".

 

وبعد اللقاء، صرح وزير الصحة العراقي: "تشرفنا بلقاء دولة رئيس مجلس النواب في لبنان الأستاذ نبيه بري، الذي كان داعما للمباحثات التي جرت ما بين وزارة الصحة العراقية ووزارة الصحة العامة في لبنان، وقد قدم شكره وتقديره للعراق وعلى رأسها رئيس الوزراء الاستاذ مصطفى الكاظمي لما قدم العراق من مساعدات وإسناد لجهود لبنان في ازمته الحالية الاقتصادية والصحية ولا سيما مجابهة جائحة كورونا. وقد اطلعنا دولة الرئيس على المباحثات التي جرت ما بين الجانب العراقي والجانب اللبناني والنقاط المراد الإتفاق عليها، وايضا بين دولة الرئيس حرصه على دعم القوانين التي تخص الإتفاقيات ما بين وزارة الصحة العراقية ووزارة الصحة اللبنانية والمصادقة عليها بشكل عاجل ولا سيما الاتفاقات المستقبلية، وبدورنا بينا ايضا اهم النقاط التي سيتم اتخاذها خلال الايام المقبلة من حيث تشكيل الفرق المشتركة على مستوى الخبراء ما بين البلدين وزيارة معالي وزير الصحة اللبناني لبغداد لاستكمال هذه الإتفاقيات وتطبيقها على أرض الواقع. وايضا قدم دولة الرئيس الشكر إلى الشعب العراقي لمساندته شعب لبنان ودعم جهود الوزارتين لمجابهة جائحة كورونا وإسناد الملاكات العاملة في وزارتي الصحة العراقية واللبنانية".


 
 

هذا والتقى الرئيس بري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيخ الدكتور حميد شهرياري، يرافقه القائم بأعمال السفارة الإيرانية في لبنان حسن خليلي والمستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار.

 

وبعد اللقاء، قال شهرياري: "تشرفنا بزيارة دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الذي نعتبره شخصية سياسية، فكرة ثقافية متميزة وطنية من الطراز الرفيع، ومن حسن حظنا ان أتيحت لنا الفرصة لكي نلتقي بدولته. وقد اغتنمنا هذه الفرصة الطيبة التي جمعتنا بدولته كي نقدر ونثمن عاليا المسيرة السياسية الوطنية الطويلة طيلة العقود المنصرمة التي دعم من خلالها دولته المقاومة اللبنانية ضد العدوان الإسرائيلي وتوجت هذه المقاومة بالإنتصار على العدو الإسرائيلي، ومن المواقف الحكيمة البناءة والراسخة التي لطالما اتخذها دولته هو تمسكه بمبدأ الوحدة الوطنية اللبنانية التي تعتبر الركيزة الاساسية التي تحقق المصلحة الوطنية للبنان الشقيق".

 

أضاف: "نحن نعتبر ان مواقف الرئيس بري التي ترتكز على دعم الوحدة الوطنية في لبنان الشقيق، وكذلك المواقف التي اتخذتها المرجعيات السياسية الكبرى في لبنان سواء دولة الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله وكافة المرجعيات الدينية، كلها مواقف ادت الى حفظ الوحدة الوطنية والمصلحة الوطنية العليا. وبطبيعة الحال، فالجمهورية الإسلامية الايرانية تدعم كل امر من شأنه ان يعزز هذه الوحدة".

 

وختم: "خلال زيارتي للبنان الشقيق، أتيحت لي فرصة لقاء كافة المرجعيات الدينية الروحية الاسلامية والمسيحية حيث لمست حسا كبيرا من العقلانية التي تؤكد على ضرورة التحلي بالوحدة الوطنية بين الشعب اللبناني، وهي مصدر تقدير وتثمين من قبلنا. فإن روح الوحدة والعقلانية عاملان اساسيان يمكنان لبنان من تجاوز هذه المرحلة الصعبة والحساسة من تاريخه الحديث للوصول الى شاطىء الامان".