أبلغ معنيون بالافكار المطروحة للحلحلة الى "الجمهورية" قولهم ان الامور ما زالت تراوح في السلبية الكاملة، وثمة محاولة جرت في الساعات الاخيرة لبعث الدخان الابيض في الاجواء الحكومية، ولكن ما يمكن تأكيده هو أنّ الدخان الحكومي ما زال داكناً، وتصَلّب البعض في مواقفهم يجعله داكنا اكثر فأكثر، وما سمعناه من وزير الخارجية الفرنسية يبدو انه لم يلق الاذن الصاغية له، خلافا للتعهدات الجديدة التي قطعت للوزير لودريان ببذل كل جهد مسهّل لولادة الحكومة في وقت قريب.


 

ويجزم هؤلاء المعنيون في أن طريق تأليف الحكومة مليء بالاشواك، وثمة من هو مصرّ على ان يقدم مصلحته وحده فوق مصالح البلد واهله جميعاً، ويرفض الانصياع الى كل نداءات ونصائح المجتمع الدولي، بل على العكس لا يبدو عابئاً بما شدد عليه لودريان لجهة عزم باريس على الانتقال من اللغة الهادئة في مقاربة ملف تأليف الحكومة في لبنان، الى لغة اشد واجراءات ضاغطة، لن يطول الامر وستظهر علناً وبنحو ملموس، وتحديدا على من باتت باريس مقتنعة بأنهم المعطلون الحقيقيون لتأليف الحكومة واحباط المبادرة الفرنسية.