أوصت لجنة اللقاحات الألمانية، أمس الثلاثاء، بتعليق استخدام أحد لقاحات فيروس كورونا لمن هم دون الستين من عمرهم، حيث ظهرت تقارير جديدة عن حدوث تجلطات دموية بين الشباب الذين تلقوه.

وقالت اللجنة المعروفة باسم "ستيكو" إن القرار اتخذ "بناء على البيانات المتاحة حاليا عن حدوث آثار جانبية نادرة ولكنها شديدة جدا للانصمام الخثاري" لدى الأشخاص الأصغر سنا الذين تم تطعيمهم بلقاح "أسترازينيكا"، بحسب وكالة "فرانس برس".


وأضافت أنها تعتزم تقديم توصية أخرى بحلول نهاية نيسان بشأن كيفية المضي قدما في التعامل مع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما والذين تلقوا بالفعل جرعة أولى من اللقاح.

وأعلنت مدينتا برلين وميونيخ في وقت سابق أنهما ستعلقان تطعيم الشباب. وقالت وزيرة الصحة في برلين ديليك كالايشي: "نوقف مؤقتا التطعيمات مع أسترازينيكا لمن هم دون الستينيات"، مستشهدة بـ"بيانات جديدة حول الآثار الجانبية".

وأضافت أنه "إجراء احترازي" انتظارا لتوصية رسمية من السلطات الصحية الاتحادية، متابعة: "ليس لدينا أي حالات خطيرة من الآثار الجانبية في برلين. وكل من تلقى حقنة أولية من اللقاح يتمتع بحماية جيدة جدا".

 

اجتمعت المستشارة أنجيلا ميركل بوزير الصحة ينس سبان ورؤساء الوزراء في محادثات طارئة بشأن اللقاح.
وأفادت مجلة "دير شبيغل" أمس الثلاثاء، بأن معهد بول إيرليش الألماني المنظم للأدوية أبلغ عن 31 حالة من حالات جلطات الدم لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاح "أسترازينيكا".

وأشار المعهد الألماني إلى أنه رصد أيضا حدوث نقص في الصفائح الدموية لدى 19 من الحالات الـ31. وبين أنه رصد وفاة 9 حالات؛ 7 منهم نساء تتراوح أعمارهن بين 20 و63 سنة، فيما كان عمر الرجلين 36 و57.

وبحسب ما ورد كانت جميع الحالات تقريبا بين النساء الأصغر سنا ومتوسطات العمر، مما دفع العديد من المستشفيات الألمانية إلى تعليق استخدام اللقاح للنساء تحت سن 55 هذا الأسبوع.

وقالت عيادة في ولاية شمال الراين وستفاليا، أكثر الولايات الألمانية اكتظاظا بالسكان، إنها أوقفت تطعيم "أسترازينيكا" للتحقيق في حالتين من حالات الجلطة المبلغ عنها، بينما مدد مستشفى شاريتيه في برلين تعليقه ليشمل جميع من هم دون الستين من العمر بعد إعلان كالايشي.

كما أوصت كندا يوم الاثنين بوقف استخدام اللقاح لمن هم دون سن 55 "بانتظار مزيد من التحليل".

وتدعم بريطانيا اللقاح الذي طورته بقوة، فيما رفضته جنوب أفريقيا بشكل تام، وعلقت أكثر من اثنتي عشرة دولة في الاتحاد الأوروبي استخدامه في منتصف آذار، قبل أن تبدأ معظم عمليات التطعيم مجددا، وإن كان ذلك مع مجموعة من القيود العمرية.

وقصرت فرنسا استخدامه لمن هم فوق 55 عاما، فيما اقتصر استخدامه في إسبانيا على من هم أقل من 65 عاما.
كانت حملة التطعيم في ألمانيا بطيئة، حيث تظهر الأرقام الرسمية أن نحو 11% من السكان تلقوا الجرعة الأولى حتى الآن، وضغطت برلين ومعها دول الاتحاد الأوروبي على الشركة بسبب تخلفها عن الوفاء بتعهداتها بتسليم الكميات المتفق عليها من اللقاح.

وقالت "أسترازينيكا" إنها تواجه مشاكل تصنيعية تجعلها عاجزة عن تسليم الكميات المحددة، فيما هدد الاتحاد الأوروبي بمنع تصدير لقاح الشركة خارج أراضيها إذا لم يستلم شحناته أولا.

في وقت سابق من هذا الشهر، قال فريقان من العلماء الأوروبيين، يعملان بشكل مستقل، إنهم عثروا على سبب حالة تخثر الدم النادرة التي حدثت لدى بعض الأشخاص بعد تلقي لقاح شركة "أسترازينيكا" المضاد لمرض "كوفيد 19"، مع توصلهم لطريقة علاجية سهلة للجلطة.