انطلق مسؤول وسطي في قراءة له للمشهد المعطل، من الاشارة الى الرغبة التي أبداها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأنّه سيكون حاضراً بزخم في الملف الحكومي الآن، وفي المرحلة المقبلة.


 

وقال: «لكن يجب ان ننظر الى الامور بواقعية، ولا نبني آمالاً في الهواء. فالمبادرة الفرنسية لم تكن صلبة من الاساس، ولم تملك قدرة الإلزام بها، ربما يجري تدارك هذا الامر من قِبل الفرنسيين. فهي من الاساس كانت «مكرسحة» تتوسل الدعم الاميركي لها. واعتقد انّ باريس، وبرغم اندفاعتها الاخيرة باتجاه لبنان، لا تزال عاجزة عن التحرك بشكل مستقل عن الاميركيين، الذين تبدو جهودهم منصبّة حالياً على الملف الايراني اساساً، بما يعني أنّ ما عدا ذلك من ملفات لا يفترض حلّها بالمباشر وانما بالتبعية».


 
 

على هذا الاساس، يضيف المسؤول الوسطي، فإنّ محاولات ماكرون لا تخرج عن نطاق سياسة النفس الطويل، التي تتطلب عدم استنفاد صبر الحدود، الى أن تصبح الظروف الاقليمية، وخصوصاً المتصلة بالاتفاق النووي (الايراني - الاميركي)، متاحة لقطف الثمار لبنانياً، ما يعني أنّ كل ما يمكن للرئيس الفرنسي فعله في الوقت الراهن لا يتعدّى محاولة كسب الوقت، وتحصين مبادرته اقليمياً، حتى لا تنتقل من حالة الموت السريري الى حالة الموت الفعلي.