في بيان رئاسة الجمهورية الذي صدر قبل يومين بعد لقاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، أنّ الحريري لم يأتِ بجديدٍ بعد زياراته الخارجية( وانقطاعه عن زيارة القصر مدّة طويلة)، واليوم في ذكرى اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري، ظهر إلى اللبنانيين بخطابٍ مُقتضب، ليّكرّر مواقفه المعروفة في "صراعه" مع رئيس الجمهورية لتشكيل حكومة جديدة، وهو فعلاً لم يأتِ بشيئٍ جديد، سوى محاولة إفهامنا( مع أنّ الجميع بات على درايةٍ بذلك) بأنّ الرئيس عون مع تيّاره يُعرقلان تأليف الحكومة الجديدة، وذلك لحساباتٍ سياسية ضيّقة وشخصية، في حين أنّ البلد يترنّح تحت عبء الانهيار الشامل، ومن ثمّ انتقل سعد الحريري كعادته لشرح "مظلوميّته" ممّن كان يُفترض بهم أن يحفظوا له جميل رفعهم ووضعهم في قصر بعبدا، ليتحكّموا في البلاد والعباد، وبه شخصيّاً، مُحاولاً البرهنة ما أمكنه ذلك أنّه لم يعتدِ في يومٍ من الأيام على حقوق المسيحيين، ولا على صلاحيات رئيس الجمهورية، وأنّ الرئيس عون كان منذ اليوم الثاني شريكاً كاملاً في عملية تأليف الحكومة الجديدة، وذلك عبر اللائحة "المُلوّنة" التي أودعها إياه، وليُفصح عن مدى استخفاف الرئيس عون به وبطروحاته "المتساهلة" في لقائه الأخير معه، والتي "توسّل" فيها مساعدة الرئيس عون له في سبيل تذليل العقبات التي تعترض مسيرة تأليف الحكومة الجديدة، وهذا كلّه ذهب هباءً، وكأنّ الحريري "المُستغفل" دائماً لا يعلم أنّ كلمة السّر "المفتاح" هي لدى الوزير السابق جبران باسيل في ميرنا الشالوحي أو اللقلوق، أو ما بين القصرين، ولم يتنبّه الحريري اليوم في ذكرى اغتيال والده الشهيد أنّه إنّما كان يُبرهن على مدى الإعتداء على صلاحيات رئيس الحكومة المُكلّف، لا بل احتقاره في السّرّ والعلن، ولعلّ تهمة الكذب التي ألصقها به الرئيس عون مؤخّراً، ليست سوى أهون الموبقات التي يوجهها له تيار الوزير جبران باسيل بالتّناوب مع رئيس الجمهورية، فضلاً عن البيانات الرئاسية التي لا تُوفّر مناسبة دون تحقير الرئيس سعد الحريري والحطّ من هيبته، وهيبة الرئاسة الثالثة معاً.

 

إقرأ أيضا : إستبدال برنامج صار الوقت ببرنامج طوني خليفة..من تحت الدلفة لتحت المزراب.


طلب بعض إخوان أبي العيناء من داره ملعقة، فقال: ليت لنا ما نأكله بالأصابع.