حضرة اللواء جميل السيد.. سيادة البلد واستقلاله، ودولة حزب الله وسلاحه ومؤسساته العسكرية والأمنية والمالية نقيضان لا يتّفقان، وأنت الخبير العلّام بشؤون السيادة الوطنية والأمن العام، وسلامة الأوطان ورفاهة عيش المواطنين.
 

اللواء جميل السيد يُفاخر دائماً بأنّه "رجل دولة"، لا سيما أنّه شغل منصب مدير الأمن العام في فترةٍ حرجة من تاريخ الوصاية السورية على لبنان، وكان حينها على قدر المسؤولية، ففي زمن إدارته للأمن العام انتظم أمر هذه المديرية العامة بعد طول اضطرابٍ وفوضى، كما يحقّ له أن يُفاخر وهو يُحاضر في ضرورة الحفاظ على كيان الدولة وانتظام مؤسساتها، أنّ الدولة اللبنانية كانت حاضرة، وتمتلك "مُقوّمات الدولة" التي تفتقدها اليوم، منذ أن انتهى عهد الوصاية السورية على لبنان قبل خمسة عشر عاماً، وبدء سريان مفعول الوصاية الإيرانية بواسطة ذراعها الطولى حزب الله، لذا وبعد أن استشعر اللواء قرب "زوال" الدولة التي كان أحد أعمدتها في يومٍ من الأيام، ها هو يقترح حلاً عاجلاً بإجراء انتخابات نيابية مبكرة( وهذا كان أحد أبرز مطالب الإنتفاضة الشعبية المُتعثّرة)، إلاّ أنّ مصيبة اللواء الدائمة أنّه عندما يتباكى على سيادة الدولة وضرورة المحافظة عليها، يتغافل عمداً عن أدوار حزب الله في انتهاك سيادة البلد واستقلاله، وإشاعة الفساد فيه، وتورُّطه في النزاعات الإقليمية، حتى بات البلد مُقاطعاً من معظم الدول العربية( والخليج العربي خاصةً)، والتّسبّب بحصاره دولياً ممّا ساهم في انهيار اقتصاده وعملته المحلية.

 

إقرأ أيضا : لا أحد يتعب قلبه، لا حكومة قبل إشارة وليّ الأمر

 

كلّ تلك العوامل البارزة والحاسمة في أزمة لبنان الحالية المتفاقمة، يقفز من فوقها اللواء جميل السيد وكأنّها عرَضٌ طارئ لا يلبث أن يزول بالإستماع إلى خطابات سيّد المقاومة، والإطمئنان إلى استراتيجتها.

 

حضرة اللواء جميل السيد.. سيادة البلد واستقلاله، ودولة حزب الله وسلاحه ومؤسساته العسكرية والأمنية والمالية نقيضان لا يتّفقان، وأنت الخبير العلّام بشؤون السيادة الوطنية والأمن العام، وسلامة الأوطان ورفاهة عيش المواطنين.

 

وأعجبُ ما وُجد في السَّير خبرُ "القاهر"، وهو من أواخر خلفاء بنى العباس، الذي خُلع  وتشرّد في أيامه الأخيرة، حتى شوهد أمام جامع المدينة في حشو جُبّةٍ بغير ظِهارة، يمُدُّ كفّه إلى الناس، بعد الخلافة ونفاذ أمره في أقطار الأرض، فتبارك الذي يُعزُّ من يشاء ويُذلُّ من يشاء.