لماذا تعب القلب، وما زال يفصلنا عن العشرين من شهر كانون الثاني القادم ( تاريخ استلام الرئيس الأمريكي الجديد مهامه في البيت الأبيض) حوالي ثلاثين يوماً، والرئيس ترمب لم يعترف حتى الآن بخسارته الإنتخابات الرئاسية.
 

زيارات مكّوكيّة لرئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري إلى قصر الرئاسة على مدى شهرين، تدخّلات فرنسية علّها تساعد في ولادة الحكومة العتيدة، تدخلات داخلية آخرها محاولة نشطة جدّاً قام بها غبطة البطريرك مار بشارة الراعي علّها تُحرّك  المياه الراكدة، إجماعٌ من كافة القوى السياسية الطائفية والمذهبية منها، مع القوى السياسية الحزبية والمستقلّة، ومعهم الهيئات الإقتصادية والإجتماعية والنقابية، على خطورة الوضع المعيشي للمواطنين في حال تمّ رفع الدعم خلال فترةٍ وجيزة، ومع ذلك لا حكومة جديدة في المدى المنظور، ليتبيّن وللأسف الشديد، أنّ الضباب الأميركي-الإيراني هو الذي يحجب الرؤية، ويُعسّر ولادة الحكومة الجديدة،  فلماذا تعب القلب، وما زال يفصلنا عن العشرين من شهر كانون الثاني القادم ( تاريخ استلام الرئيس الأمريكي الجديد مهامه في البيت الأبيض) حوالي ثلاثين يوماً، والرئيس ترمب لم يعترف حتى الآن بخسارته الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.

 

 

إقرأ أيضا : حسين ودجاجته رمزاً للصمود، وباسيل رمزاً للتّعطيل، وسعد الحريري رمزاً للمُساومة.

 

 

لذا فإنّ "الورقة" اللبنانية ما زالت صالحة وضروريّة لطرحها في المحادثات المفترضة بين الإدارتين الأمريكية- الإيرانية، وحاملو الورقة ليسوا مُستعدّين للتّفريط بها قبل أن يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود، لذا يبقى الحالُ على حاله، والذي عند أهله على مهله، وعلى رِسله، الرئيس عون في قصر بعبدا، ووليّ العهد جبران باسيل في مُنتجع اللقلوق، وسعد الحريري يستطيع تمضية فترة الأعياد مع العائلة الكريمة بدون وجع رأس، والمواطنون عليهم التّعود على الفقر والبطالة والجوع والحرمان والإذلال، والتّضرُّع لله عزّ وجلّ أن تستمر برامج المساعدات الإنسانية القادمة من الخارج، ويهمس البعض في أذُن البعض الآخر، لا تتعب قلبك يا أخي العزيز، لا حكومة قبل إشارة وليّ الأمر، دام ظلّه.
كان "كيسان" كاتب إبن الأنباري أعمى القلب، فسُمع إبن الأنباري يصفُه ويقول: كيسان يسمعُ غير ما أقول، ويكتب غير ما يسمع، ويقرأ غير ما يكتب، ويحفظ غير ما يقرأ.