أحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقاربا تاريخيا مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، لكن وصول الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات مؤخرا قد يشكل منعطفا بارزا في العلاقة التي اكتسبت بعض الدفء.

 

وبحسب موقع "شوسن إلبو" الكوري الجنوبي، فمن المتوقع أن تصبح سياسة واشنطن تجاه بيونغ يانغ أكثر حذرا، كما أن بايدن لن يدخل في "تلاسن" مع كيم جونغ أون كما كان يفعل ترامب.

 

وكانت كوريا الشمالية تصف ترامب بـ"العجوز المصاب بالخرف"، فيما رد ترامب على الزعيم كيم بـ"السمين" و"فتى الصواريخ".

 

وربما تكون افتتاحية صحيفة "راندونغ سينمون" الرسمية في كوريا الشمالية، قد نقلت رسائلها إلى بايدن بشكل غير مباشر.

 

وقالت الافتتاحية إن كوريا الشمالية "قوة عسكرية عالمية لها القدرة على أن تضع حدا للحرب"، أما في العام الماضي فوصفت بايدن بـ"المصاب بالخرف والمعتوه".

 

ويرى المصدر الكوري الجنوبي أن على بايدن أن يسلك "سياسة التدرج" إزاء كوريا الشمالية وبرنامجها الصاروخي والنووي، علما أن الرئيس المنتخب سبق أن وصف كيم بـ"البلطجي"، منتقدا ترامب الذي اعتبر أنه "منحه الشرعية".

 

ويرجح أيضا أن تتم هذه السياسة عبر لقاءات بمستوى تمثيلي أدنى، على عكس ترامب الذي فضل لقاءات مباشرة مع كيم ووصفه بالصديق، لكن نزع النووي من شبه الجزيرة الكورية ظل ملفا شائكا وعالقا.

 

وانعقدت قمة أولى تاريخية بين ترامب وكيم في سنغافورة في يونيو 2018.

 

وفي شباط  2019، انعقدت قمة ثانية بين الزعيمين بالعاصمة الفيتنامية هانوي، لكنها لم تؤد إلى أي اختراق، وانهارت خلال الساعات الأولى، وقيل وقتها إن كيم جونغ طلب أن تبادر واشنطن إلى رفع العقوبات القاسية على بيونغيانغ قبل تقديم تنازلات نووية وصاروخية، لكن واشنطن أصرت على التخلص من "الترسانة" قبل تخفيف القيود.

 

وفي مرة ثالثة، التقى الزعيمان على نحو عابر في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، وبقيت الأمور في حالة جمود فيما ظل الرئيس الأميركي يصف كيم بصديقه، مرددا أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية بات أفضل وأكثر أمنا لأن "كوريا الشمالية كانت في حالة هياج أكبر" خلال إدارة سلفه باراك أوباما.

 

وأكد ترامب مرارا أن كوريا الشمالية لم تعد تجري التجارب الصاروخية بالوتيرة السابقة، وفضل ألا يصغي لمستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون، لأنه كان يدفع باتجاه التصعيد العسكري بدلا من المسار الديبلوماسي.