انتقد النائب عن تكتل "التغيير والاصلاح" ناجي غاريوس بشدة ما وصفه بخروج حزب "القوات" عن الاجماع المسيحي حول مشروع قانون "اللقاء الأرثوذكسي"، معتبرا ان القوات خالفت قواعد اللعبة عندما قبلت في اللحظة الأخيرة الانقلاب على كل ما اتفق عليه.
وفي حديث لـ"النشرة"، اعتبر غاريوس أن موقف "القوات" الأخير ينم عما أسماه "غشمنة متعمدة" وقلة ادراك خاصة بعدما أضاع رئيس حزب "القوات" سمير جعجع على المسيحيين فرصة تاريخية لاستعادة حقوقهم، على حدّ تعبيره. وقال: "كنا نعتقد أن القوات ليس من صالحها الخروج عن الاجماع المسيحي خاصة اننا أبلغناهم أكثر من مرة ان "الأرثوذكسي" غير موجه ضد أحد ولا ضد أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني، لنتفاجأ مؤخرا بقرار التكويعة نتيجة ضغوط كبيرة تعرضوا لها من دول غربية وشرق أوسطية".

 

 

جعجع يعلك الكلام من دون طعمة
وتساءل غاريوس عن فحوى الاتفاق الذي عقدته "القوات" مع تيار "المستقبل" في ربع الساعة الأخير وتحديدا مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري "الذي يبعد آلاف الكيلومترات عن لبنان"، وسأل: "كيف يتجرأون على اتخاذ قرار بهذا الحجم يطال مستقبل اللبنانيين والمسيحين غير آبهين بارتداداته؟"
وأشار غاريوس إلى أنه، وعلى الرغم من علم فريقه المسبق بأنّ "القوات" مقتنعة بالأرثوذكسي مئة بالمئة، إلا أنه كان عليها إتمام واجباتها والسير بالقانون الذي توافق المسيحيون عليه، وسأل: "لماذا يحق لكل المكونات الطائفية ان تتلاقى وتجتمع على قضية معينة ولا يحق ذلك للمسيحيين؟"
وتطرق غاريوس لما أسماه تبريرات تقدم بها جعجع للتراجع عن التوافق المسيحي، فقال: "جعجع يعلك الكلام من دون طعمة وحديثه عن انّه تم التوافق في بكركي على تعليق العمل بالأرثوذكسي كلام مر عليه الزمن باعتبار ان الاتفاق كان واضحا في بكركي لجهة تعليق العمل بالارثوذكسي لحين التوافق على قانون آخر يؤمن ما يؤمنه الأرثوذكسي للمسيحيين، وبالتالي وبعدما لم نتمكن من التوصل لقانون بديل كان من واجبنا السير بالأرثوذكسي حتى النهاية".

 

موقف "القوات" سيزيدنا صلابة
واعتبر غاريوس أن تقسيمات القانون المختلط الذي توافق عليه كل من "القوات" و"المستقبل" و"الاشتراكي" وخاصة في الجبل توضح خلفيات الاتفاق المشبوه الذي تم باعتبار أنّ التقسيمات جاءت على قياس رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط وتيار "المستقبل" كي يسيطر الأول على كل الدروز وعلى جزء من المسيحيين، ويسيطر الثاني على كل السنة وجزء من المسيحيين. وقال: "موقف القوات سيزيدنا صلابة وتمسكا بمواقفنا التي لا تسعى فقط لتأمين انتخاب المسيحيين لنوابهم الـ64 بل لتأمين المناصفة الحقيقية في الحكم وكل دوائر الدولة ودوائر اتخاذ القرار".
وشدّد غاريوس على أن كل الاحتمالات مفتوحة خلال الساعات الـ24 المقبلة، لافتا إلى أنّها قد تبدو 24 سنة نتيجة كثافة المفاوضات الحاصلة. واضاف: "لا يمكن الجزم اليوم بامكانية التمديد او غيره وكل شيء رهن الساعات الأخيرة التي تسبق الجلسة التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي يوم الجمعة المقبل".