تحرص كل امرأة وبشدة على نظافة أسنانها وفمها، لذلك كثيراً ما تستخدم مطهرات الفم والمعجون وفرشاة الأسنان مرات عدة في اليوم، ومع ذلك تشعر بحرج من رائحة فمها الكريهة.
 
ولا يمكن أن يخطر ببالها أن حشو العصب الذي وضعته بدلاً من خلع الضرس المتضرر لتحافظ على جمال فمها وأسنانها قد يكون هو السبب مما تعاني منه من رائحة الفم غير المقبولة والتي تسبب لها الحرج والإنزعاج.
 
كيف تحدث الرائحة الكريهة؟
 
إذا اختارت المرأة حشو العصب كحل بديل وأسهل بدل القيام بخلع الضرس، فإن تلك المسألة تحمل في طياتها خطورة كبيرة، وبالأخص إذا لم تتم العملية تحت ظروف تعقيم محكمة، وفق أخصائي التغذية العلاجية والكيمياء الحيوية والميكروبيولوجي الدكتور مصطفى الشريف.
 
ففي عملية حشو العصب، يقوم طبيب الأسنان بإتلاف العصب والتخلص منه، إلا أن هذه العملية قد تكون غير دقيقة وغير معقمة بالقدر الكافي، وبالتالي قد تتواجد بعض الأنسجة الميتة وبعض البكتيريا اللاهوائية، وفي الوقت نفسه، تكون البيئة والظروف الملائمة لنمو هذه البكتيريا وتعفن الأنسجة الميتة قد توفرت، عندئذٍ ستنتج الرائحة الكريهة التي تتسبب في المشكلة.
 
مشكلة يصعب تحديدها أحياناً
 
قد يكون من الصعب تحديد سبب هذه الرائحة الكريهة التي تعاني منها السيدة، كما يقول الشريف، لأن هذا النمو للبكتيريا وهذا التعفن لا يصحبه شعور بالألم، الذي يُعدّ بمثابة الإنذار بوجود مشكلة يجب مواجهتها. لأن العصب الذي تم القضاء عليه أثناء عملية حشوه كان بمثابة صفارة الإنذار عند حدوث أي نمو بكتيري، ولأنه لم يعد موجوداً، فإن البكتيريا تنمو وبالتالي تتعفن الأنسجة الميتة دون أي شعور بالمشكلة.
 
ولأن هذه الأنسجة الميتة والبكتيريا لا يمكن الوصول إليها بأي مطهر للفم أو أي فرشاة أسنان أو معجون تظل المشكلة مستمرة رغم كل محاولات التنظيف.
 
لا بد من حل
 
لما لتلك المسألة من أهمية بالنسبة للمرأة، عليها باتخاذ إجراءات احترازية قبل حدوث تلك المشكلة، وما يقصده الأخصائي الشريف، هو أن تحافظ على نظافة فمها وأسنانها وغذائها الصحي حتى لا تضطر إلى القيام بحشو العصب أو غيره من التدخلات في الفم والأسنان.
 
أما إذا حدث ضرر بالغ في الأسنان، فلتحاول تجنب خيار حشو العصب واللجوء إلى خيار آخر أكثر أماناً إن وُجد، وحسبما يراه طبيب الأسنان مناسباً.
 
وإن كان لا بد من حشو العصب وليس أمامها إلا هذا الخيار، عليها باتخاذ إجراءات الأمان والتعقيم الجيد، وأخذ المضادات الحيوية اللازمة للقضاء على أي بكتيريا يمكن تواجدها قبل عملية الحشو.
 
وبتقدير الشريف، الأفضل هو الابتعاد عن حشو العصب إلا في الحالات الاضطرارية، لأن الضرر الذي ينشأ عن حشو العصب يكون خفياً ولا تشعر به السيدة، وربما يتسبب في مشاكل أخرى لجسمها كانت في غنى عنه.
 
ف