ولم يتبق أمام اللبنانيين سوى نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتّحوُّل، أي بالهجرة حسب لغة زماننا.
 

يُشارك الإعلامي جورج غانم في تقديم فقرة من فقرات برنامج أخيه مارسال غانم "صار الوقت"، تتعلق بتحليل آخر مُستجدّات الأحداث اللبنانية والتّعليق عليها، وغالباً ما يستفيض الأخ جورج غانم بالتّحليل قبل أن يطلب منه أخاه مارسال الإختصار والإقتضاب كسباً للوقت، بالأمس جاء السيد جورج غانم غير راغبٍ في الكلام أو التّعليق، فالكلام في وجود هذه الطبقة السياسية الفاسدة هراءٌ في هراء، واختصر المشهد بالصّمت والدخول في حالة "قَرَفٍ"واضح.


والقرف(بالتّحريك) يختصر حال اللبنانيين أجمعين، والقرف ليس كما هو شائعٌ عند غالبية الناس: خليطٌ من الإنزعاج والإشمئزاز مع بعض الضَّيق، فالقرف في اللغة هو مُلابسة الدّاء ومُداناة المرض فيُقال: إحذر القرف في غنَمك، أي المرض، كما يُقال: أخشى عليك القرف من ذلك، وقارفَ الشيئ: داناه، ولا تكون المُقارفة إلاّ في الأشياء الدّنيّة، قال طرفة:

 

وقِرافُ من لا يستفيقُ دَعارةً

يُعدي، كما يُعدي الصَّحيحَ الأجربُ.

 

إقرأ أيضا :  لسماحة السّيد..كفى تغطية على الفاسدين ولصوص المال العام

 

وفي الحديث: أنّ قوماً شكَوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباءً في أرضهم، فقال صلى الله عليه وسلم: تحوّلوا فإنّ من القرف التّلف.


نحن مع الأستاذ غانم في حالة قرف، ومن لم تُصبهُ حتى الآن عوارض الداء الذي ضرب هذا البلد واستشرى فيه، فهو في خشيةٍ من العدوى التي قد تُصيبه، وعنزةٌ جرباء قد تُعدي قطيعاً من الصِّحاح، خاصّةً أنّ العلاج مفقود، والتّخبّط هو السائد، منذ يوم الإمتناع عن سداد اليوروبوند، والخراب الذي أصاب النظام المصرفي، والتّردّد في الذهاب نحو صندوق النقد الدولي، أو الإرتماء في حضنه، إلى تأليف حكومة لونٍ واحد في قبضة حزب الله، والدّعوة للتّوجّه شرقاً، ووضع الغرب وراء الظّهر، وآخر "فنعة" هي الدعوة " للجهاد الزراعي..." ولم يتبق أمام اللبنانيين سوى نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتّحوُّل، أي بالهجرة حسب لغة زماننا.