بينما كان يعيش العالم على وقع اضطرابات جيوسياسية خلال العام 2003 في أعقاب أحداث الـ 11 من أيلول، فقد ظهر وقتها وباء سارس، الذي شكل هاجسا صحيا كبيرا للناس حول العالم، خاصة وأنه ظهر بأعراض شرسة كالحمى، ضيق النفس والتهاب الحلق.

ورغم حالة الذعر التي نشبت آنذاك وسيطرت على الملايين خشية العواقب والتداعيات التي قد تحدث بسبب هذا الوباء، لكن لحسن الحظ أن الجائحة اختفت بعدما تسببت في وفاة ما يقرب من 774 حالة وفاة فقط ( طبقا لبيانات منظمة الصحة العالمية )، ومن ثم تم الإعلان رسميا عن احتوائها في تموز عام 2003، من دون أي لقاحات.

وبينما كان يتصور البعض أن وباء كورونا سيؤول إلى نفس المصير وسيختفي في أقرب وقت ممكن، كما حدث مع سارس، لكن الأمور لم تسر كما كان يتمنى البعض، وما يبدو خطيرا هو أن كورونا سيستمر معنا لمدة أطول وربما لن يختفي كما اختفى سارس من قبل.

 

وأوضح الباحثون أنه وبينما توافرت كثير من العوامل التي ساعدت في القضاء على فيروس كورونا، من ضمنها أن درجة العدوى لديه كانت درجة معقولة، وكان يسهل نقله حين تظهر على المريض كثير من الأعراض بالفعل، ولهذا ربما كان من السهل وقتها القضاء عليه من خلال إجراء فحوصات صحية بسيطة واتباع بعض التدابير الوقائية.

وما تبين الآن هو أن كوفيد-19 يختلف تماما عن سارس، حيث إن فيروس كورونا المستجد يمكن أن ينتقل قبل ظهور الأعراض، لذا يمكن لشخص مصاب أن يسرع انتشار المرض من دون أن يعرف أنه ناقل للعدوى ويمكنه أن يصيب غيره من الناس.

كما تبين أن سبل الوقاية الشائعة كما فحوصات درجة الحرارة العامة لا تحظى مع كورونا بأي تأثير إلا بعد مرور أسابيع على إصابة المريض للمرة الأولى. وما يزال من غير الواضح ما إن كان لشخص مصاب أن يستمر في نقل الفيروس بعد أن يتعافى أم لا، أو إذا ما كان عرضة للإصابة مرة أخرى. وهو ما يعني أن الفيروس سيظل باقيا على هيئة أشكال مختلفة لسنوات قادمة، ما سيتطلب جهدا أعلى لمواجهته واحتوائه.