بالتزامن مع استئناف حركة العمل والسفر، ورفع إجراءات العزل خلال الأيام الماضية في العديد من البلدان حول العالم بعد أشهر من الإغلاق للحد من انتشار فيروس كورونا المستجدّ، أعلنت منظمة الصحة العالمية فجر الاثنين، تسجيل ارتفاع قياسي في المعدلات اليومية للإصابة بكوفيد 19 على مستوى العالم الأحد، مع ارتفاع إجمالي عدد الإصابات 183020 خلال 24 ساعة.
 


وطبقا لتقريرها اليومي سجلت أكبر زيادة في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية مع أكثر من 116 ألف حالة جديدة.


 
وقالت المنظمة إن إجمالي حالات الإصابة العالمية تجاوز 8.7 مليون حالة مع أكثر من 461 ألف حالة وفاة. وكان الرقم القياسي السابق لحالات الإصابة الجديدة 181232 وتم تسجيله في 18 حزيران.


 
 
وكانت المنظمة الأممية حذرت مرارًا في السابق من التسرع في رفع إجراءات العزل واستئناف النشاطات اليومية والحركة الاقتصادية، مشددة على ضرورة الحفاظ على الإجراءات الصحية المطلوبة للحد من تفشي العدوى ثانية، مؤكدة أن الفيروس المستجد باق معنا لفترة طويلة.

 

 
هذا وأودى فيروس كورونا المستجدّ بـ465 ألفا و300 شخص على الأقل حول العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأول.


 
وسُجّلت رسميّاً أكثر من ثمانية ملايين و890 ألفا و310 إصابات في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء. ولا تعكس الأرقام إلا جزءاً من العدد الحقيقي للإصابات، إذ إن دولاً عدّة لا تجري فحوصا لكشف الإصابة إلا لمن يستدعي وضعه دخول المستشفى. وبين هذه الحالات، أُعلن تعافي أربعة ملايين و139 ألفا ومئة شخص على الأقل.
 


ومنذ التعداد الذي أجري، السبت، الساعة 19,00 ت غ، أحصيت 3636 وفاة و147 ألفا و821 إصابة إضافية في العالم. والدول التي سجّلت أكبر عدد من الوفيات الإضافية هي البرازيل (1022) والمكسيك (387) والولايات المتحدة (386).
 
ولا تزال الولايات المتحدة التي سجلت أول وفاة بكوفيد-19 مطلع شباط، البلد الأكثر تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات مع 119 ألفا و846 وفاة من أصل مليونين و268 ألفا و93 إصابة. وتعافى ما لا يقل عن 617 ألفا و460 شخصا.
 
وبعد الولايات المتحدة، تأتي البرازيل في المرتبة الثانية على سلم الدول الأكثر تضررا من الوباء، بتسجيلها 49 ألفا و976 وفاة من أصل مليون و67 ألفا و579 إصابة، تليها بريطانيا مع 42 ألفا و632 وفاة من أصل 304 آلاف و331 إصابة، ثم إيطاليا مع 34 ألفا و634 وفاة من أصل 238 ألفا و499 إصابة، وفرنسا مع 29 ألفا و633 وفاة من أصل 196 ألفا و594 إصابة (لا حصيلة جديدة الأحد).


 
وبلجيكا هي البلد الذي سجل أكبر عدد من الوفيات قياسًا بعدد السكان مع 84 وفاة لكل مئة ألف شخص، تليها المملكة المتحدة (63 وفاة)، وإسبانيا (61 وفاة)، وإيطاليا (57 وفاة) والسويد (50 وفاة). 


أميركا.. الموجة الأولى؟ 
في الأسبوع الماضي، كتب نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في مقال في صحيفة وول ستريت أنه "لا توجد موجة ثانية لفيروس كورونا"، وأن بلاده تكسب المعركة ضد الفيروس.


 
يتفق العديد من العلماء على أنه حتى الساعة الوقت ليس مناسبا للاحتفال بالانتصار على الوباء، إلا أن ما يتفقون عليه أكثر هو أن وصف ما يحدث بـ "الموجة الثانية" مصطلح خاطئ.


 
وقال الدكتور مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية أنتوني فاوتشي: " عندما يكون لديك أكثر من 20  ألف إصابة في اليوم، كيف يمكنك التحدث عن موجة ثانية؟"، مضيفاً: "دعنا نخرج من الموجة الأولى قبل أن نتحدث على موجة ثانية".
 
ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس"، يتفق العلماء بشكل عام على أن أميركا لا تزال في أول موجة من عدوى فيروس كورونا، وإن كانت تنخفض أعداد الاصابات في بعض أجزاء البلاد بينما ترتفع في مناطق أخرى.
 
من جانبه، أوضح الدكتور أرنولد مونتو، خبير الإنفلونزا بجامعة ميشيغان، أن مواسم الإنفلونزا تتميز أحيانًا بموجة ثانية من العدوى، وتأتي على شكل سلالات مختلفة عن التي سبقتها، وهذا لا ينطبق على فيروس كورونا، وأضاف: "لا أعتقد أن مصطلح الموجة الثانية يصف ما يحدث حالياً"


 
ويشعر البعض بالقلق من حدوث موجة كبيرة من الفيروس التاجي في الخريف أو الشتاء وخصوصا بعد إعادة فتح المدارس، على غرار الموجات الموسمية التي تظهر مع الأنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى، وهذه الموجة يمكن أن تكون سيئة للغاية، نظرًا لعدم وجود لقاح أو عدم وجود حصانة ضد الفيروس لدى أغلب الأشخاص.


تخفيف إجراءات 


قررت السلطات المغربية الأحد استئناف الرحلات الجوية الداخلية بدءا من يوم الخميس المقبل، وذلك ضمن إجراءات تخفيف حالة الطوارئ الصحية المعلنة لمواجهة الفيروس.

 
وكانت سلطات الرباط قالت في وقت سابق أمس الأحد إنها ستخفف المزيد من إجراءات العزل العام المفروضة على قطاع الخدمات اعتبارا من 24 حزيران الحالي، مضيفة أنها ستسمح باستئناف السفر بين المدن، بما في ذلك رحلات الطيران والسكك الحديدية.


وفي الإمارات، قالت حكومة إمارة دبي إنها ستسمح للإماراتيين والمقيمين الأجانب بالسفر للخارج بدءا من يوم الثلاثاء، وإنها ستبدأ في استقبال السياح وعموم الزائرين بدءا من 7 تموز المقبل، كما ستسمح للمقيمين من أصحاب الإقامات الصادرة من الإمارة بالعودة بدءا من الاثنين.


وتعتمد الإمارة في اقتصادها على قطاعي السياحة والتجارة، لكن عودة السياح والزوار ستكون مشروطة بتقديم شهادات تثبت خضوعهم حديثا للكشف عن فيروس كورونا، وخلوهم من الفيروس أو الخضوع لفحوص لدى وصولهم إلى مطارات دبي.

 


وفي بريطانيا، يترقب مطار "لندن سيتي" اليوم استقبال أولى رحلاته منذ نحو 3 أشهر، عقب اتخاذ لندن خطوة إضافية باتجاه الرفع الكامل للإغلاق المفروض لاحتواء الفيروس اعتبارا من 4 تموز المقبل.
وستكون الرحلات الأولى المسموح بها داخلية بسبب القيود المفروضة على الرحلات الدولية، كما ستقتصر هذه الرحلات على وجهات محدودة في الأسابيع الأولى من التخفيف المنتظر.

 


وفي إسبانيا، رفعت السلطات أخيرا الأحد حالة الطوارئ الطويلة التي فرضتها للحد من واحدة من أسوأ حالات تفشي فيروس كورونا في أوروبا، وسجلت البلاد أكثر من 28 ألف وفاة من بين أكثر من 245 ألف إصابة.
وبعد 14 أسبوعا في المنازل سيتمكن المواطنون الإسبان من السفر في جميع أنحاء البلاد خارج المقاطعات التي يعيشون فيها. 

 


بالمقابل، مدد العراق اليوم تعليق الرحلات الجوية الداخلية والخارجية حتى 1 تموز المقبل، في مسعى للحصول على فترة أطول لاحتواء المرض الذي لا يوجد له علاج أو لقاح حتى الساعة.

 


وقال مدير عام سلطة الطيران المدني العراقي دريد يحيى في بيان إن رحلات الطوارئ والإخلاء الطبي ورحلات الشحن الجوي والرحلات العابرة للأجواء العراقية ستبقى مستثناة من تعليق الرحلات الجوية.
وقرر العراق منذ آذار الماضي تعليق الرحلات الجوية بسبب تفشي كورونا، ومددت السلطات العراقية التعليق أكثر من مرة.

 


وكان من المفترض انتهاء فترة حظر الرحلات الجوية الحالي في البلاد خلال وقت لاحق الأسبوع الجاري.

 

 العربية - وكالات - الجزيرة