حتى مع تسجيل ولاية نيويورك 779 حالة وفاة في يوم واحد، الأربعاء، يقول حاكم الولاية أندرو كومو إن "إجراءات التباعد الاجتماعي" بينت فعالية، فيما قال خبراء إن هناك ولايات أخرى تسجل تباطؤا في تسجيل الحالات الجديدة بعد أسابيع من فرض الإغلاق.

وأكد حاكم نيويورك، أكثر ولاية أميركية في عدد الإصابات والوفيات جراء الفيروس، أن "إجراءات التباعد الاجتماعي تعمل، لكن لا تتوقعوا إنه (الخطر) انتهى. مازلنا بمرحلة الخطر".
من جهتهم، أكّد خبراء لصحيفة نيويورك تايمز أنّ الوفيات قد تكون مؤشرا على حالات إصابة سابقة لتشديد إجراءات العزل الاجتماعي، لكن انخفاض تسجيل الحالات الجديدة هو مؤشر أمل، مستدركين "مع هذا لن تنتهي إجراءات الإغلاق سريعا".

 

قبل شباط، لم يكن كثير من الناس سمع بمصطلح "تسطيح المنحنى" الذي اشتهر بشكل كبير للدلالة على الجهود المبذولة لجعل الإصابات الجديدة بفيروس كورونا تساوي صفرا.
والصفر على الرسم البياني هو خط مسطح، ومن هنا جاء المصطلح الذي يعرفه كثيرون الآن.
ويبدو أن خبراء الصحة مقتنعون إنه "بدون خط مسطح، فلن تنتهي إجراءات الحجر ولن يفتح الاقتصاد".
ووفقا للصحيفة، فإنه "يبدو أن سان فرانسيسكو سطحت المنحنى، وكذلك فعلت سياتل، أول نقطة ساخنة للفيروس التاجي في الولايات المتحدة، بينما شهدت مدينة نيويورك انخفاضًا في معدل دخول المستشفى".
وقال أستاذ الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا لي رايلي للصحيفة، إن "إجراءات التباعد يجب أن تفرض لمدة طويلة من تسجيل آخر إصابة بالفيروس، ربما بعد شهر كامل تكون فيه الإصابات صفرا".
وحذرت الصحيفة من إن "إعلان النصر بشكل مبكر استجابة لضغوط الاقتصاد سيكون أمرا خطرا".

 

ونقلت نيويورك تايمز عن عالم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا جيفري شامان، تأكيده أن "معدلات الإصابة سوف تنتعش إذا كان هناك أشخاص أكثر معرضون للفيروس، وسيعود الفيروس للمجتمع إذا عاد المجتمع لممارسة حياته الطبيعية بوقت مبكر".
وفي ظل توقعات معهد مقاييس الصحة وتقييمها في جامعة واشنطن، سيظل 97 في المائة من الأشخاص في الولايات المتحدة معرضين للفيروس التاجي حتى بعد أن تنحسر هذه الموجة الأولية من العدوى.
بالنسبة للفيروس، كل هؤلاء الناس هم أرض خصبة، ومن الممكن أن يتبع الفيروس نمطًا موسميًا مثل الأنفلونزا ومثل الفيروسات التاجية الأخرى التي تسبب نزلات البرد، وإذا كان الأمر كذلك، فقد يعود بقوة مع برودة الطقس في الخريف.
وبعد يومين عصيبين، سجلت الولايات المتحدة، مساء الخميس، تراجعا نسبيا فيما يتعلق بضحايا فيروس كورونا المستجد، وذلك بوفاة 1783 شخصاً خلال 24 ساعة، في حصيلة تقل نسبيا عن تلك المسجلة في اليوم السابق.
وأظهرت بيانات، نشرتها جامعة جونز هوبكنز، التي تعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، أن الوباء تسبب في وفاة 1783 شخصاً أي أقل بـ190 حالة وفاة من اليوم السابق، ليصل بذلك العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في الولايات المتحدة إلى 16.478 حالة وفاة.
وكانت الولايات المتحدة سجلت، الأربعاء، لليوم الثاني على التوالي، وفاة حوالي ألفي شخص بسبب كورونا خلال 24 ساعة، في أعلى حصيلة يومية على الإطلاق يسجلها بلد في العالم منذ ظهور الوباء. وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس، خلف إيطاليا التي تسبقها بحوالي ألفي وفاة.

المصدر: الحرة - وكالات