تقود وسائل إعلام روسية حملة "تضليل كبيرة" للتهويل من أثر فيروس كورونا وخلق حالة من الذعر ونشر أجواء من عدم الثقة، وفق وثيقة للاتحاد الأوروبي.
 
ووفق الوثيقة، التي تحمل تاريخ 16 مارس، "هناك حملة تضليل كبرى من وسائل الإعلام الروسية والجهات المؤيدة للكرملين فيما يتعلق بالفيروس".
 
ولجأ الكرملين إلى حملة تضليل من أجل تضخيم الأزمة الصحية العامة في الدول الغربية... بما يتماشى مع استراتيجيته الأشمل التي تحاول تدمير المجتمعات الأوروبية"، تضيف الوثيقة.
 
وذكرت الوثيقة أن الحملة الروسية، التي تدفع بالأخبار المزيفة على الإنترنت بالإنكليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية والفرنسية، تستخدم تقارير متناقضة ومربكة وخبيثة لجعل من الصعب على الاتحاد الأوروبي التواصل حول استجابته للوباء.
 
وسجلت قاعدة بيانات متخصصة للاتحاد الأوروبي ما يقرب من 80 حالة تضليل حول الفيروس منذ 22 يناير.
 
وذكرت وثيقة الاتحاد الأوروبي أمثلة من ليتوانيا إلى أوكرانيا. وقالت إنه على وسائل التواصل الاجتماعي، كانت "روسيا اليوم" الروسية التي تمولها الدولة هي المصدر الإخباري الثاني عشر الأكثر شعبية بشأن الفيروس بين يناير ومنتصف مارس، استنادا إلى كمية الأخبار التي تم مشاركتها.
 
ورفضت الوكالة الأوروبية للخدمات الاقتصادية والاجتماعية التعليق مباشرة على التقرير، لكن متحدثا "باسمها قال إن الاتحاد الأوروبي على اتصال بغوغل وفيسبوك وتويتر ومايكروسوفت من أجل "مناقشة انتشار المعلومات المضللة حول تفشي كورونا".
 
ولم تنجح وسائل الإعلام الروسية في أوروبا في الوصول إلى الجمهور الأوسع، ولكنها توفر منبرا للشعبويين المناهضين للاتحاد الأوروبي وتستقطب النقاش، كما أظهر التحليل الذي أجرته جماعات الاتحاد الأوروبي والجماعات غير الحكومية.
 
واستشهد تقرير المنطقة الاقتصادية الأوروبية بأعمال الشغب التي وقعت في نهاية فبراير في أوكرانيا، وهي جمهورية سوفياتية سابقة تسعى الآن إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، كمثال على عواقب هذه المعلومات المضللة.
 
وقالت الوثيقة إن رسالة مزيفة يزعم أنها من وزارة الصحة الأوكرانية ذكرت كذبا وجود خمس حالات فيروس كورونا في البلاد. وذكر تقرير الاتحاد الأوروبي أن السلطات الأوكرانية تقول إن الرسالة كتبت خارج أوكرانيا.
 
وجاء في التقرير، الذي أوردته صحيفة فاينانشال تايمز لأول مرة، أن "رسائل التضليل الموالية للكرملين تقدم رواية مفادها أن الفيروس هو من صنع الإنسان، وأنتج كسلاح من قبل الغرب".
 
وكانت دراسة جديدة كليا نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية، الثلاثاء، وشارك فيها باحثون من جامعات أدنبرة وكولومبيا وسيدني وتولين، لم تجد أي دليل على أن الفيروس تم صنعه في مختبر أو هندسته بأي شكل آخر، كما أشارت بعض الشائعات، وذلك بعد أن قام العلماء بتحليل بيانات تسلسل الجينوم العام لفيروس كورونا المستجد واسمه العلمي "سارس كوف2" (SARS-CoV-2) والفيروسات ذات الصلة.​
 
ونقلت فاينانشال تايمز معلومات عن أنباء مزيفة ابتكرتها روسيا في إيطاليا، ثاني أكثر الدول تضررا في العالم، أن الأنظمة الصحية لن تكون قادرة على التأقلم وأن الاطباء سيختارون من يعيش أو يموت بسبب نقص الأسرة.
 
كما تبادلت المنطقة الاقتصادية الأوروبية معلومات مع سلوفاكيا حول انتشار الأخبار المزيفة التي تزعم أن رئيس وزراء البلاد، بيتر بيليجريني، مصاب بالفيروس، وتقول إنه ربما يكون قد نقل العدوى إلى آخرين في القمم الأخيرة.
 
ونفى الكرملين هذه الاتهامات الأربعاء قائلا إن لا أساس لها من الصحة وتفتقر الى المنطق السليم.
 
وتنفي روسيا أي تكتيكات من هذا القبيل، وقد اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أعداء أجانب باستهداف روسيا من خلال نشر أخبار زائفة عن تفشي الفيروس لبث الذعر.
 
وكانت وكالة الاستخبارات الأميركية قد أصدرت تقريرا حول الهجمات الإلكترونية الروسية، اتهمت فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا بالإيعاز لشن حملة للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016. ​