تختلف عادات التسوق عند النساء في فترة الحيض عن أيامهن العادية، إذ رصد باحثون شيوع الرغبة في التسوق خلال فترة الخصوبة، كما رصدوا شيوع الميل لتناول سعرات حرارية أكثر في الفترة السابقة على الحيض.
 
ويعتقد المتخصصون أن التسوق يمكن أن يكون وسيلة للنساء في تلك الفترة للتعامل مع المشاعر السلبية الناجمة عن التغيرات الهرمونية، حيث يشعرن بالتوتر الشديد أو الاكتئاب وغالبا ما يذهبن إلى التسوق من أجل أن يشعروا بالسعادة.
 
وتفضل النساء في تلك الفترة شراء الملابس وكل ما يعزز ثقتهن في أنفسهن، وتأتي المجوهرات في المرتبة اللاحقة والأطعمة المرتفعة السعرات الحرارية.
 
الملابس والطعام
تتشكل الرغبة الشديدة في السعرات الحرارية والتسوق وشراء الملابس خلال دورة التبويض لدى المرأة، والسبب في هذا ليس تقلبات الحالة المزاجية خلال فترة الطمث، كما يعتقد البعض، ولكن بسبب تغيرات هرمونية تؤثر في عادات الاستهلاك.
 
 
تشير دراسة تابعة لجامعة كونكورديا أجريت على 59 مشاركة على مدى 35 يوما، ونشرت في مجلة علم نفس المستهلك، إلى أنه في خلال فترة الخصوبة التي تسبق الحيض هناك زيادة ملحوظة في السلوكيات المرتبطة بمظهر المرأة خلال المرحلة الخصبة من الدورة الشهرية، أي من يوم 11 إلى يوم 17 من تاريخ بداية الحيض، حيث كانت النساء أكثر عرضة لإنفاق المزيد من المال على المظهر والملابس والمجوهرات وكل ما يعزز ثقتها بنفسها.
 
ويوضح الباحث المسؤول عن الدراسة جاد سعد، أستاذ التسويق في كلية جون مولسون للأعمال ومسؤول الأبحاث في جامعة كونكورديا، أن تركيز النساء ينصب أكثر على الأنشطة المتعلقة بالتزاوج خلال المرحلة الخصبة من الدورة الشهرية، عندما كان احتمال الحمل أعلى، وأن تلك الآليات الفسيولوجية نفسها تدفع النساء الآن إلى الانخراط في زيادة استهلاك المنتجات ذات الصلة بالأنوثة خلال المرحلة الخصبة لدورتها، فتشتري الملابس والأحذية ذات الكعب العالي.
 
في الوقت نفسه، ينخفض نمط استهلاك الطعام في تلك الفترة، ثم يعود ويزداد تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية قبل الحيض بأيام قليلة.
 
 
وفي دراسة أخرى لجامعة هيرتفورد شاير، أفادت اختصاصية علم النفس التطوري الباحثة البريطانية كيرين باين، بأن النساء تجتاحهن رغبة قوية للتسوق والإنفاق بلا حساب خلال الأيام العشرة الأخيرة من دورتهن الشهرية.
 
وأضافت أنه ربما يستخدمن التسوق وسيلة "مقبولة اجتماعيا" للتعامل مع المشاعر الشديدة التي تصيب النساء في كثير من الأحيان بمتلازمة ما قبل الحيض، موضحة لصحيفة "تلغراف" البريطانية أن النساء يشعرن بالتوتر الشديد أو الاكتئاب وغالبا ما يذهبن إلى التسوق للبهجة وتنظيم عواطفهن.
 
ندم ما بعد الإنفاق
يرتبط الندم بصورة كبيرة بمعدلات الإنفاق في تلك الفترة، بعدما تهدأ الهرمونات وتعود المرأة إلى طبيعتها تدرك فداحة ما اقترفته ويصاحبها الندم.
 
يقول الدكتور ريان هويل الأستاذ المشارك في علم النفس بجامعة سان فرانسيسكو، من خلال مقال في "سيكولوجي توداي" Psychologytoday، "العديد من الأبحاث وجدت أنه عندما تكون المرأة في مرحلة الخصوبة، تصبح أكثر اندفاعا في الإنفاق مقارنة بأوقات الشهر الأخرى.
 
وتميل النساء في مراحل الحيض اللاحقة للخصوبة إلى الإفراط في الإنفاق بطرق يندمن عليها لاحقا بصورة كبيرة، ويعزى السبب إلى أن التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال دورة الحيض هي المسؤولة على الأرجح عن التغيرات في الإنفاق، تماما كما هي الوضع في الحالة المزاجية الموثقة جيدا والمرتبطة بفترة الطمث، تلك التغيرات تجعل المرأة تنفق أموالا كبيرة على أشياء قد لا تستخدمها أبدا ولا تتناسب مع ذوقها الطبيعي.
 
 
كيف تتحكمين في الإنفاق؟
السلوك الاقتصادي المفرط لدى النساء في تلك الفترة قد يشعرهن بالندم في وقت لاحق، لذا يؤكد المتخصصون ضرورة الالتزام بعدد من الخطوات قد تساهم في التحكم في عملية الإنفاق خلال فترة الطمث:
 
1- تثقيف النساء بأهمية النظام الغذائي وممارسة الرياضة وإدارة الإجهاد للمساعدة في تعزيز التوازن الهرموني.
 
2- تتميز دورات الهرمونات الأنثوية بتقلبات طبيعية تؤثر في الحالة المزاجية والطاقة والإدراك، يمكن التنبؤ بها واحتواؤها من خلال الانخراط في العمل، مما يتيح لنا أن نكون أكثر كفاءة وإنتاجية وأن نبقى في ذروة التدفق الإبداعي.
 
3- تجنبي الذهاب إلى التسوق في تلك الفترة والتخطيط لفعل شيء آخر.
 
4- اصطحبي شخصا معك أثناء التسوق حتى يمكنه ضبط انفعالاتك الشرائية.