الميليشيات التابعة لإيران شريك في أعمال الإرهاب، تلعب دورا رئيسيا في الجرائم المنظمة التي يقودها الحرس الثوري. وهذا يعني أنها وكل قادتها سوف يكونون قيد الملاحقة كإرهابيين.
 

إذا مضتْ الدعوات الإيرانية إلى إخراج القوات الأميركية من العراق قُدما، فإن حكومة عادل عبدالمهدي ستجد نفسها مضطرة لكي تبدأ مناقشات رسمية. وهي طلبت من البنتاغون إجراء مباحثات حول الترتيبات. الولايات المتحدة رفضت الطلب. ولكن محادثات غير معلنة تظل أمرا ممكنا وقد تُجرى في نهاية المطاف، ربما مع المبعوث الأميركي إلى إيران، براين هوك، بوصفه أفضل من يفهم العقلية الإيرانية، ولأنه يتحدث، من خلال عبدالمهدي، مع حكومة إيرانية، ولأنه لا يمثل البنتاغون مباشرة. وفي ما يلي محضر مقترح للاجتماع:

عبدالمهدي: بموجب قرار البرلمان العراقي فنحن نريد أن تُتم الولايات المتحدة انسحابها من العراق في أسرع وقت ممكن.

هوك: أنت تتحدثُ بهذا الشأن بصفتك ماذا؟ ما أعرفه هو أنك ترأسُ حكومة مستقيلة. وأنك مكلّف بتصريف الأعمال فقط.

عبدالمهدي: أنا أمثّل إرادة الشعب العراقي.

هوك: أي شعب تقصد؟ هل الشعب الذي أجبرك على الاستقالة، أم الغوغاء الذين فتحت لهم الطريق لكي يهاجموا السفارة الأميركية؟

عبدالمهدي: إنها إرادة البرلمان، وهو برلمان منتخب من قبل الشعب.

هوك: هل تريد أن أقدّم لك الكشوف الحقيقية التي صنعت هذا البرلمان، لكي تعرف ما إذا كان منتخبا من الشعب بالفعل؟ وهل تمثّل الأحزاب التي صوتت للقرار إرادة الشعب العراقي، أم إرادة نظام إيران؟ وعلى أي حال فإن الذين صوتوا لصالح القرار، هم فقط الذين يتظاهر العراقيون ضدهم. ألم تلاحظ ذلك؟

عبدالمهدي: إنه قرارنا على أي حال. ونحن نريد أن ننهي العلاقة معكم لأنكم تنتهكون السيادة العراقية.

هوك: لحظة من فضلك. عن أي سيادة تتحدث، تلك التي تسمح لميليشيات إيران أن تصول وتجول فيه؟ وعن أي سيادة تتحدث وأنتم تنهبون موارد بلدكم لكي تدعموا نشاطات إيران التخريبية؟ وعن أي سيادة تتحدث وأنتم تتبعون توجيهات خامنئي؟

عبدالمهدي: أنا أتحدث بصفتي رئيسا للحكومة العراقية. ولستُ مسؤولا عن أعمال أي أطراف أخرى.

هوك: أليس من مسؤوليتك كرئيس للحكومة العراقية أن تحمي سفارتنا؟ فلماذا فتحت الطريق للغوغاء لكي يعتدوا عليها؟ ولماذا لم تقم بأي عمل لمواجهة الاعتداءات الأخرى التي قامت بها ميليشياتكم ضد القواعد الأميركية؟ ألم يكن من الواجب أن تحترموا جانبكم من الاتفاقات الأمنية الموقعة معكم؟

عبدالمهدي: هذه الاتفاقات أصبحت لاغية، من الناحية القانونية.

هوك: تتحدث عن القانون وكأنك تعرفه. هل تعرف لماذا يسمّيكَ العراقيون “عادل زوية” (نسبة إلى بنك الزوية الذي تمت سرقته من قبل حمايتك الخاصة)؟ هل تريد أن أقدم لك تسجيلاتنا الخاصة بهذا الشأن؟

عبدالمهدي: هذا حادث أصبح من الماضي وتمت تسويته. وعلينا أن نركز على المستقبل.

هوك: أي مستقبل؟ هل تعتقد أن حكومتك لها مستقبل؟

عبدالمهدي: في حدود الظرف الراهن، فنحن يجب أن نتحدث عن الإجراءات التي يتوجب العمل بها لقيامكم بإخلاء القواعد وسحب قواتكم من العراق.

هوك: يمكن أن ننسحب. ولكن هل أنت مدرك للعواقب؟

عبدالمهدي: نحن مدركون لكل العواقب. ونستطيع أن نتدبر أمور أمننا بأنفسنا.

هوك: بأنفسكم، أم بالمزيد من تدخلات إيران وحرسها الثوري؟

عبدالمهدي: كدولة ذات سيادة، فنحن نستطيع أن نتعاقد مع أي طرف في العالم. وإيران دولة جارة ولدينا معها مصالح مشتركة كثيرة.

هوك: أنت تخاطر بفرض عقوبات على العراق، وعلى الميليشيات التابعة لإيران، وعلى قادة هذه الميليشيات. على الأقل لأننا نحن من مهّد لكم الطريق لكي تستولوا على السلطة. ويجب أن تسددوا لنا ما خسرناه.

عبدالمهدي: لماذا العقوبات على العراق؟ نحن لم نرتكب أي شيء يستوجب فرض عقوبات على العراق.

هوك: العراق كشعب وكبلد لم يرتكب أي شيء. إنه ضحية لسلطة إيران عليه ولسطوة الميليشيات التابعة لها. العقوبات هي لحرمانكم من القدرة على تمويل نشاطات إيران التخريبية في المنطقة. أنتم تقدمون من عائدات النفط أكثر من 20 مليار دولار سنويا لإيران. الشعب العراقي أحقّ بهذه الأموال من إيران. أنتم تحرمون الشعب العراقي من حقوقه لكي تخدموا إيران.

عبدالمهدي: هذه أمور قابلة للجدل. ولكن يمكنكم فرض عقوبات على الميليشيات. لا أستطيع منعكم من ذلك. هذا أمر لا يخص الحكومة العراقية.

هوك: الميليشيات التابعة لإيران شريكة في أعمال الإرهاب، وهي تلعب دورا رئيسيا في الجرائم التي يقودها الحرس الثوري. وهذا يعني أنها وكل قادتها سوف يكونون قيد الملاحقة كإرهابيين.

عبدالمهدي: هذا أمر لا يخصنا كحكومة.

هوك: إنه يخصكم كحكومة لأنكم معنيّون بالالتزام بالقواعد والقوانين الدولية. فبموجب القانون الدولي، فإن حكومتكم مسؤولة عن تسليم المتهمين بأعمال الإرهاب، ومسؤولة عن ملاحقتهم وقتلهم إذا تطلبت الضرورة.

عبدالمهدي: وماذا يحصل لو قلت إننا كحكومة لا نستطيع القيام بذلك؟

هوك: أنا أعرف أنكم لا تستطيعون القيام بذلك. هذا يجعلكم شركاء في أعمال الإرهاب. كما يجعلكم كحكومة شركاء في المسؤولية القانونية. أو إنه يقول، على الأقل، إنكم لستم جديرين بقيادة العراق كدولة تحترم مسؤولياتها.

عبدالمهدي: هل أفهم من هذا أنك توجه لنا اتهاما بالتورط في أعمال الإرهاب؟

هوك: التغطية على أعمال الإرهاب أو التسامح معها، أو رعاية منظماتها تجعلكم شركاء في أعمال الإرهاب.

عبدالمهدي: إذا تمت معاملتنا كإرهابيين، أو فرض عقوبات علينا، فإننا سوف نحاربكم بكل ما لدينا من قوة.

هوك: لو كنت تجرؤ على ذلك، فافعل. هل تريد أن أعطيك إحداثيات القواعد الأميركية، ومواقع المعسكرات والسفن لكي تقوموا بضربها؟ أم أنك تعرفها؟ السفارة الأميركية في بغداد بحجم مدينة. فلماذا تكتفون بضرب الجدران الخارجية. هل أنتم جبناء إلى هذا الحد؟

عبدالمهدي: لا، نحن لسنا جبناء ولكننا نمارس ضبط النفس.

هوك: ضبط النفس مع الجدران؟ ما نوع ضبط النفس هذا؟

عبدالمهدي: إنه ضبط نفس، وكفى.

هوك: قل لمن يحركون الميليشيات، إننا لن نسمحَ بأي اعتداء على قواتنا. وأي عمل من هذا النوع، فإن إيران سوف تتلقى ردا ساحقا. لن نخوض حربا بالوكالة. إيران هي رأس الأفعى. قل لهم فليضربوا أينما شاؤوا إذا امتلكوا الشجاعة وسيرون بأنفسهم كيف سيكون الرد. لعبة ضربنا بالوكالة انتهت.

عبدالمهدي: ولكن ماذا بشأن ترتيبات الانسحاب؟

هوك: سوف نبحثها عندما نطمئن إلى أن العراق لن يصبح قاعدة من قواعد الإرهاب، ولا تتصرف حكومته بوصفها فرعا من فروع الحرس الثوري الإيراني، وعندما يكون لديه رئيس وزراء ليس متهما بفساد، وبرلمانا لا تهيمن عليه ميليشيات تخدم مصالح إيران.

انتهى الاجتماع.