صونيا رزق
 
برز كرجل عسكري يحمل عناوين كثيرة ابرزها الشجاعة والنزاهة، ليختار بعد إنتهاء مدة خدمته العسكرية خدمة الوطن والمواطنين، ضمن صفات لا يتحلى بها اكثرية السياسيّين. هو شعبي متواضع وشفاف، ولطالما إرتفعت أسهمه بين الناس المؤيدين له وغير المؤيدين، لانهم لا يستطيعون نكران صفاته التي نفتقدها اليوم لدى اغلبية رجال السياسة.
 
انه العميد المتقاعد والنائب عن منطقة كسروان شامل روكز الذي يحظى بثقة كبيرة في الشارع اللبناني، خصوصاً بعد مواقف عدة ترافقت مع بدء الانتفاضة الشعبية، دعا خلالها الى سماع صوت الشعب وتلبية مطالبه المحقة، البعض يعتبره مُكمّلاً لمسيرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على الرغم من إنسحابه من تكتّل «لبنان القوي»، رفضاً للسياسة التي يسير بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، حيث يوجد تفاوت في النظرة السياسية لكليهما، بعدها بدأ روكز يعبّر عن رفضه لما يجري، مطلقاً صرخاته الداعية الى مَن فشل في السلطة بضرورة ان يدفع الثمن، معلناً «أنا مع الشعبِ الذي ثار وانتفض لأنّ وجعه واحد في كل المناطق اللبنانية».
 
للاضاءة على آخر المستجدات والتطورات السياسية في لبنان، اجرت «الديار» حديثاً مع النائب روكز، تناول اولاً موضوع الاستشارات النيابية التي اُرجئت الى الاثنين المقبل، فإعتبر انها عادت الى نقطة الصفر، واصفاً الوضع الحالي بالمأساوي لان الدولة تنهار بعد وصولها الى مرحلة الافلاس، فيما وجوه السياسيّين مرتاحة والتباطؤ سيّد الساحة السياسية، لان ما يهم هؤلاء هو تقاسم الحصص وكسب المغانم وكأن مصالح اللبنانيّين بالنسبة لهم ليست سوى «كارت» لا اكثر ولا اقل، والوضع الى تأزم ما يستدعي الاسراع الفوري لنشل لبنان من الهاوية.
 
ورداً على سؤال حول التشكيلة الحكومية الانسب في ظل ما يجري، قال: « انا مع فكرة تشكيل حكومة من لبنانيّين ناجحين في الخارج، حققوا انجازات كبيرة، على ان يكونوا غير حزبيّين كفوئين ونزيهين، مهمتهم إنقاذ لبنان عبر خطط عملية، ابرزها وضع رؤية مصرفية واضحة، لاننا جربنا السياسيّين لدينا وفشلوا ولم يحققوا شيئاً، والمهم ايضاً تكليف رئيس حكومة يُحاكي مطالب الشارع المُنتفض.
 
وحول ما يُردّد بأن الحريري عائد الى السراي بعد اعلان دار الفتوى الدعم الكامل له، امل روكز تشكيل حكومة متكاملة مؤلفة من فريق عمل كبير، ينال ثقة الشعب اللبناني بعيداً عن اي دعم ديني، إن كان من بكركي او دار الفتوى، لان لا احد يعرف الى اين يتجه البلد او اذا كان احد قادراً على إنتشاله من الهاوية.
 
وتابع: «لست ضد عودة الرئيس الحريري الى السراي، لكن المهم إيجاد فريق وزاري اقتصادي غير سياسي يضع رؤية مستقبلية «، ورأى انّ ما يجري من تناحر وخلافات على الحقائب الوزارية معيب، لذا من الافضل ان يكون جميع السياسيّين خارج الحكومة المرتقبة، لان الشعب كفر بهم .
 
وعن موقف الرئيس عون إزاء ما يحصل، اشار روكز الى ان نيّة رئيس الجمهورية تشكيل حكومة من فريق عمل اساسي فاعل وقادر على إنقاذ لبنان.
 
وحول وجود انتقادات لديه تجاه الثورة، قال: «هي ليست ثورة بل انتفاضة شعبية قابلة لهذا التحوّل، والافضل ان يكون لديهم قائد يتحلى برؤية واضحة، إن لم يكن اليوم فالافضل ان يتواجد لاحقاً، لانهم يحتاجون الى تنظيم وتوحيد نظرتهم للامور والمطالب، اذ بتنا نرى في بعض الاحيان مواقف مضادة ضمن الانتفاضة، فيما القائد يستطيع نقل مطالبها للمسؤولين بدقة وثقة اكثر».
 
وعن إمكانية ان تحقق الانتفاضة مطالبها ، لفت الى ان الطريق طويل وتوقيت ذلك مرهون بمدى تحمّل السياسيّين لمسؤولياتهم، في حين يبدون مرتاحين جداً وكأن وضع البلد طبيعي، او كأن لا شيء حاصل على الرغم من وجود المأسي التي نشهدها كل يوم في مختلف المناطق اللبنانية، واصفاً ما يجري بالخبث السياسي الذي اوصل البلد الى عواقب وخيمة.
 
وحول وجود تفاؤل لديه بإنتصار الانتفاضة، قال روكز:» لديّ ايمان بلبنان والشعب اللبناني، كما ان توحيد اللبنانيّين ضمن هذه الانتفاضة بعيداً عن طوائفهم ومذاهبهم، يوحي بأننا سنصل الى نتيجة ايجابية».
 
وعن إمكانية تواجده الى جانب الشعب، ردّ: «اذا تحولت الانتفاضة الى ثورة بالتأكيد سأكون في الشارع الى جانب اللبنانيّين».
 
وحول هويته السياسية اليوم بعد خروجه من تكتل «لبنان القوي»، اشار الى انّ ما يهمه بالطليعة هو نجاح العهد كي ينجح البلد، وعلاقتي كانت دائماً جيدة مع المناضلين في التيار الوطني الحر، الذين حلموا وما زالوا يحلمون ببلد نطمح اليه جميعاً، مؤكداً بأن مبادئ الانتفاضة هي نفسها مبادئ العونيّين. لافتاً الى ان بعضهم يشارك في الانتفاضة الشعبية منذ بدئها. واعتبر بأن الخراب الذي يعّم البلد هو الذي اوصل الى الانتفاضة، وليس العكس بحسب ما يرى البعض، خصوصاً ان الفساد والسرقات والفضائح على كل المستويات، كان لا بدّ ان تستدعي العديد من الانتفاضات، مع التأكيد بأن السياسيّين سيُحاسَبون في المستقبل على كل يوم أضاعوه من عمر الوطن، لانهم لم يقوموا بأي شيء من اجله في هذه الظروف الصعبة.
 
وفي اطار عمله السياسي الراهن، قال روكز: «اذا وافقت على بعض الملفات والامور التي اراها جيدة ومناسبة ولا خلل فيها أسير بها، واعارض ما اراه غير مقبول، وفي حال لم تكن تركيبة الحكومة المرتقبة تحاكي تطلعاتي وهدفي لإنقاذ البلد سأحجب الثقة عنها، لاني اعمل ضمن قناعاتي والمهم تلبية مطالب الناس وهذا هو الابرز عندي، خصوصاً ان السياسيّين يعملون فقط من اجل مصالحهم الخاصة».
 
وحول ما يُحكى عن وجود قطيعة بينه والوزير باسيل، اجاب: «لا توجد قطيعة لكني لا اتفق معه في رؤيته السياسية».
 
وعن إمكانية ان يرى باسيل رئيساً للجمهورية بعد حوالي 3 سنوات وإمكانية انتخابه من قبله، ختم روكز: «اذا إنتخبه النواب ونال العدد المطلوب سوف يصل الى الرئاسة، اما في ما يتعلق بإنتخابه من قبلي فكل وقت يعطي ظروفه، واليوم توجد امور أهم علينا ان نتناولها اكثر من هذا الموضوع».