أُبلغ داني أبي حيدر، صباح الأربعاء، بقرار الفصل من عمله فعاد إلى المنزل واستخدم سلاح الصيد ووضع حدا لحياته، وهذه تعدّ ثاني حالة انتحار في أقل من 72 ساعة، من جراء تردي الأوضاع المعيشية  والاجتماعية في لبنان.
 
وانعكست الازمة الاقتصادية سلبا على مختلف القطاعات، وسط ضعف الاستثمارات والقدرة الشرائية وغلاء الأسعار.
 
وتُرجّح الاخصائية النفسية لانا قصقص، أنّ الظروف التي تمرّ على لبنان و الضيقة المادية و المالية هي وراء الاقدام على خطوة الانتحار، لأنّها تُشعر الانسان بانتكاسة نفسية وتشعره أكثر هشاشة عاطفياً استجابة للنكسات والتغيرات الحياتية السلبية غير المتوقعة.
 
وقالت قصقص للبنان الجديد:" الشخص الذي يقدم على الانتحار يكون غير معتاد على تقلبات الحياة المفاجئة، وبالتالي يكون الانتحار وليداً للأحداث التي لا ترقى لمستويات توقعاتهم وآمالهم."
 
وتابعت:"الإحباط والشعور بالذنب ولوم الذات والشعور بالعار جميعها تشكّل عوامل مشتركة في حالات الانتحار، خصوصًا وأنّ الطبيعة البشريّة تؤثر فينا الآثار السلبية التي نحملها عن أنفسنا أو يحملها المجتمع عنا".
 
وعن ارتفاع حالات الانتحار في لبنان، أجابت:" الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية القاسية  والغير مستقرّة هي وراء دفع الافارد الى الانتحار في ظلّ غياب برامج التوعية  للصحة العقلية والنفسية للاشخاص".
 
وأضافت:" اليوم داني استسلم للأوضاع القاسية في لبنان وقرّر انهاء حياته وأصبح ضحية الظروف".
 
وانتشرت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للنزول والتوجه إلى ساحة رياض الصلح الساعة السادسة مساءً بسبب ما وصلنا اليه من أوضاع اقتصادية وحالات انتحار بين المواطنين.‎
 
وشهد لبنان مئتي حالة انتحار خلال عام 2018، مقارنة بـ143 حالة خلال 2017، وهو عدد مرتفع نسبيا وبحسب إحصاءات لقوى الأمن الداخلي، وقعت في لبنان 1393 حالة انتحار، بين عامي 2009 و2018.