دعا وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، اليوم الإثنين، إلى عقد مؤتمر بين دول منطقة الخليج بمشاركة إيران لحلّ الخلافات القائمة. وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان أصدرته عقب لقاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف مع نظيره العماني بن علوي، الذي شدّد على "ضرورة تعزيز الحوار والتفاهم بين دول الخليج"، معتبراً أنّ "عقد مؤتمر جامع وشامل بحضور كل الدول المعنية سيكون مفيداً للمنطقة".

من جانبه، أشار ظريف إلى أنّ "عمان تلعب دوراً جيّداً وبنّاءً في المنطقة"، وشدّد على ضرورة "خفض التوتّر في المنطقة، خصوصاً في اليمن"، مضيفاً أنّ "إيران ترحّب بأيّ مبادرة منطلقة من حسن نية تصبّ في خفض التوتر في المنطقة، ومستعدة لدعمها". وأشار ظريف إلى أنّ "إيران لديها إرادة حقيقية للحوار مع كلّ دول المنطقة"، موضحاً أنّ بلاده قدّمت في هذا السياق "مبادرة هرمز للسلام".
 
تجدر الإشارة إلى أنّ بن علوي كان زار طهران في 20 أيّار الماضي، كما زارها للمرة الثانية في 20 تموز الماضي، والتقى خلالهما ظريف، كما التقى وزيرا خارجية إيران وعمان في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول الماضي.
 
هذه التطوّرات تأتي في وقت تتحضر العاصمة السعودية الرياض لاستضافة القمة الخليجية، والتي  ستُعقد في 10 كانون أوّل الجاري، على أن يُعقد الإجتماع الوزاري التحضيري للقمة في التاسع من الشهر نفسه. وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، كان قال في وقت سابق، إنّ "القادة الخليجيين سيناقشون عدداً من الموضوعات المهمة لتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية"، إلى جانب طرح التطورات السياسية الإقليمية والدولية وانعكاس الأوضاع الأمنية في المنطقة على دول المجلس.
 
وفي هذا السياق، قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، إنّ هناك "مؤشرات إيجابية لطي الخلاف بين الأشقاء"، في إشارة إلى الأزمة الخليجية بين قطر ودول السعودية والإمارات والبحرين.
 
"واشنطن بوست" تنشر "معلومات خطيرة"
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية نشرت مقالاً للكاتب الصحافي الأميركي البارز ديفيد إغناتيوس، الذي رصد فيه معلومات خطيرة بشأن انفراجة في الأزمات الخليجية، خصوصاً علاقة إيران مع السعودية والإمارات. وقال إنّ هناك بادرة حوار محتمل بين طهران وحلفائها في اليمن (أنصار الله)، والسعودية والإمارات، لتخفيف التوترات في اليمن وأماكن أخرى. وتابع: "دول الخليج، باتت أكثر إنفتاحاً على إجراء محادثات مع إيران وحلفائها جزئياً، لأنّها فقدت بعضاً من ثقتها السابقة في الولايات المتحدة، كحامية عسكرية يمكن الإعتماد عليها".
 
وتحدث إغناتيوس أنّ زيارة بن علوي إلى واشنطن الأسبوع الماضي، كانت ليطلع الولايات المتحدة على النشاط الديبلوماسي الجديد المتعلق باليمن، بصفتها "الوسيط" التقليدي بين الولايات المتحدة وحلفائها وإيران. وأردف: "يبدو أنّ بن علوي أقنع الولايات المتحدة بضرورة تسوية الحرب في اليمن، خصوصاً بعدما أطلعه على المحادثات الأخيرة بين السعودية والحوثيين الذين تدعمهم إيران".
 
وكانت صحيفة "الجريدة" الكويتية نقلت عن مصادر ديبلوماسية عمانية، أنّ مساعي يوسف بن علوي مستمرة، حتى أنّه سيسافر في زيارة خلال الأيّام المقبلة إلى إيران، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف المتصارعة.
 
ونقل الكاتب الأميركي عن مسؤولين في أميركا والإمارات، أنّ تلك اللقاءات السعودية مع الحوثيين، يبدو أنّها ستكون بمثابة خطوة من أجل تسوية في اليمن. وأضاف: "قاد تلك المفاوضات الأمير خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والتي أسفرت عن الخطوة الإيجابية بالإعلان السعودي عن إفراج السعودية عن 200 أسير حوثي".
 
ونقل الكاتب الأميركي عن أحد الديبلوماسيين الخليجيين المتابعين للمحادثات السعودية الحوثية بشأن اليمن: "أنا متفائل، منذ عام لكن يمكن بإمكاني أن أخبرك أنّ السعودية يمكن أن تدخل في أيّ حوار سلمي، لكني أستطيع أن أقول لكن الآن بكلّ ثقة إن السعودية تسعى للحوار السلمي".