ظهر السيّد حسن نصر الله بعد غيابٍ طويل عبر شاشة المنار ليلة البارحة، ظهر لينفي أن يكون حزب الله هو المسؤول عن إرسال طائرة بلا طيار إلى اسرائيل، وحزب الله لديه الشجاعة الكافية ليعترف بعمل مُشرّف كهذا لو كان هو من فعل ذلك، ولا يوجد إثباتات حتى الآن تؤكد دخول أيّ طائرة إلى الأجواء الإسرائيلية، وربّما تكون اسرائيل نفسها هي من أطلقت تلك الطائرة إلى الأجواء اللبنانية وعادت بها إلى أجوائها لتحقيق أهداف سياسية.

ومن يتوهّم بأن حزب الله يمرّ بلحظة ضعف أو ارتباك في ظلّ الظروف التي تحصل في المنطقة هو مخطئ جداً، وحذّر اسرائيل من ارتكاب أيّ حماقة اتجاه لبنان لأن المقاومة حاضرة ويدها لم تتزحزح عن الزناد.

وفي الحديث عن الأوضاع الراهنة في المنطقة قال نصر الله: بأن الذي يحاول أن يخفّف من خطورة الوضع سواء في سوريا، لبنان، فلسطين أو العراق تحت أي شعار "كشعار النأي بالنفس" يحاول أن يتخفّى خلف إصبعه. وإن الحديث عن الأعداد الخيالية  لشهداء حزب الله في سوريا هو مجرّد حرب نفسية مبرمجة ضدّ حزب الله، فنحن نفتخر بشهدائنا ونعتزّ بهم.

ومجمل الأحداث في سوريا تشير إلى مواجهة هادفة لتدمير سوريا لتصبح دولة فاشلة عاجزة لا تستطيع أن تسيطر على نفطها ولا غازها ولا حتى حدودها كما هو الحال في بعض دول ما يسمى بالربيع العربي. مستنكراً فتوى الجهاد والتحريض عليه في سوريا، مؤكداً بأن لسورية أصدقاء حقيقيين في المنطقة والعالم لم ولن يسمحوا لسوريا أن تسقط في يد أميركا أو اسرائيل أو الجماعات التكفيرية المتطرّفة.

وإن اللبنانيين في القرى السورية ا لحدودية تعرضوا لسلسة من الإعتداءات التي زادت في الفترة الأخيرة من قبل الجماعات المسلّحة وحزب الله قدّم لهم المساعدات اللازمة لرد تلك الإعتداءات عنهم وهذا أمر أخلاقي وانساني لا يحتاج لقرارٍ من أحد، لان الدولة اللبنانية لا تستطيع أن ترسل الجيش اللبناني إلى تلك القرى للدفاع عن أهلها، وحذّر الجماعات التكفيرية من التعرّض لمقام السيدة زينب لأن ذلك سيكون له تداعيات خطيرة وستخرج الأمور عندها من سيطرة الجميع، وبحماية حزب الله لهذه البقعة المقدسة هو يمنع الفتنة المذهبية، مشيراً إلى أن السيدة زينب طالما كانت بحماية أخواننا السنة، مفرّقا بين السنة والجماعات التكفيرية المتطرفة.

أما فيما يخص قضية المخطوفين في اعزاز فرأى السيد حسن بأن التظاهر هنا وهناك لن يحلّ المشكلة وكذلك تفاوض الدولة اللبنانية على مدى أشهر طويلة مع السعودية وقطر وتركيا وغيرها أيضاً لم يؤدّي إلى نتيجة، متمنياً إخراج المخطوفين من الصراع السياسي لأن لا ذنب لهم ولا جريمة، وهذا ينطبق على كل عمليات الخطف الأخرى.

واختتم الأمين العام لحزب الله كلمته بوجوب تجنيب لبنان حرصاً لا خوفاً حباً لا طمعاً من النزاعات الدائرة ويجب على الجميع إيقاف ما يحدث في سوريا، وكل من يحاول أخذ لبنان وجرّه إلى الدمار هو الذي يجب أن يُتهم في عقله ودينه وموقعه، ومن كان حريصاً على أطفال سورية وشعبها والمصالح القومية والوطنية عليه أن يذهب إلى الحل السياسي الذي ستنعم فيه  سوريا ولبنلن والمنطقة أجمع.

فأيّ نعيم يتحدث عنه السيد وسوريا أصبحت حطاماً تتراقص فوق جثثها النسور الجارحة وتلتهم ما تبقى من فتات أطفالها..؟؟ وهل كلّ ما حدث في سورية حتى الآن لا يُعتبر سقوطاً اقتصادياً وانسانياً وعمرانياً، فما هو السقوط إذاً..؟؟ وإلى أيّ درجة ستصل حرارة البركان السوري الذي يقذف بحممه الواحدة تلو الأخرى على لبنان..؟؟ وهل أميركا تخاف على أطفال سورية وشعبها لأنها ترفض الحل العسكري وتؤمن بالحل السياسي الذي يدعو إليه السيّد حسن..؟؟