وحذار الوقوع في الفخ الذي تعده السلطة وأذنابها في القضاء وغيره
 
بعد ما يقارب الاسبوعين على انطلاق الثورة الشعبية في لبنان ما زالت السلطة اللبنانية عاجزة عن استيعاب الواقع الجديد الذي فرض نفسه بقوة على الساحة اللبنانية بكل مفاصلها، حاولت السلطة الإلتفاف على المتظاهرين بأكثر من وسيلة وما منعها هو التحدي والاصرار الذي يتمتع به المتظاهرون من جهة وحجم المعاناة والمأساة التي يعيشها المواطن اللبناني من جهة ثانية فوقفت السلطة عاجزة مع انعدام النوايا الجدية للمعالجة، وأمام الضغط الشعبي ذهب رئيس الحكومة الى الإستقالة ليحقق المتظاهرون أحد مطالبهم وبقي التحدي في تشكيل حكومة تكنوقراط خارج السائد السياسي لتستطيع هذه الحكومة إطلاق الإصلاحات السريعة بما فيها الاستجابة لمطالب المتظاهرين المتعلقة بالوضع المعيشي وقضايا الفساد ومحاسبة المتورطين بنهب المال العام .
 
وأمام استمرار ضغط الشارع ومع انعدام وسائل السلطة للمواجهة خرج بعض منظري السلطة و مستشاريها بإلهاء الناس بتحريك بعض ملفات الفساد والإثراء غير المشروع لبعض المسؤولين، ليبدأ القضاء بعد سبات عميق باستدعاء عدد من المسؤولين من بينهم الرئيس فؤاد السنيورة وبعض الوزراء .
صحوة القضاء هذه صحوة سياسية تخفي وراءها محاولات السلطة لتخدير المتظاهرين واللعب على أحد أبرز مطالبهم وهو الفساد واستعادة الاموال المنهوبة وهي محاولة مكشوفة لذر الرماد في العيون شبيهة بمسرحية بعض النواب عن رفع السرية المصرفية عن حساباتهم.
 
يضاف إلى ذلك إشاعة الحديث عن إقرار قانون العفو العام للإلتفاف على مطالب المتظاهرين وإلهائهم عن بقية المطالب بالرغم مما يشاع عن إقرار قانون مجتزأ ولا يلبي حاجات المطالبين به .
 
إن إصرار السلطة على محاولاتها البائسة على مصادرة إرادة المتظاهرين من خلال رفع السرية المصرفية حينا وبعض الإخبارات القضائية أحيانا أخرى وغيرها من التسريبات والفبركات هي مؤشر على الاستمرار في التصدي للمتظاهرين بعناوين أخرى باتت مكشوفة وهي محاولات بائسة للنيل من إرادة المتظاهرين وتحد واضح وصريح لصرخات هذا الشعب المقهور.
 
وهذا التحدي يجب أن يواجه بالتحدي والمتظاهرون اليوم كما في كل يوم أمام تحد جديد وهو الاستمرار في الشارع وأن الشارع وحده القبضات وحدها هي الكفيلة وحدها باستعادة الحقوق لا سيما وأن الإنجازات التي تحققت حتى اليوم تؤكد على أن الشارع وحده هو اللغة التي يفهمها هؤلاء وحذار الوقوع في الفخ الذي تعده السلطة وأذنابها في القضاء وغيره