نعم، يا سماحة السيد، تستطيع أن تُلصق بنا كافة التُّهم، بدليلٍ مرّة، وبلا دليلٍ مرات، إلاّ أنّك لن تنزع عنّا شيعية نفتخر بها
 
بحمده تعالى، ما زال سماحة السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله يعتبرنا مع رهطه من شيعة الإمام عليّ بن أبي طالب، وإن يكن في ذلك بعض التّقييد، كالنّعت بشيعة السفارة (الأميركية)، أو العمالة للإمبريالية الأميركية والتّبعيّة لآل سعود، ونحنُ وبكلّ فخر نتمسّك بولائنا لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد كان إماماً عادلاً، نصيراً للمستضعفين والفقراء المظلومين، ويكفيه فخراً أنّ ابنه الإمام الحسين الشهيد في كربلاء هو الذي أطلق فيما بعد مسار الحُنوّ الشيعي، وأضفى اعتزال أبناء الحسين الدنيا والمُلْك وسفك الدماء والسطو على بيت مال المسلمين هالةً من التّجلّي والقداسة ما زالت قائمة حتى يومنا هذا، وهي التي أعادت البناء البطيئ للتّشيُع الديني ولمُعتقده حول الإمامة الروحية، والمعصومة الممنوحة لعليّ بن أبي طالب وسُلالته،  ونحن نفتخر ب"تاريخية" الإمام علي الواسعة التي تمتد حتى يومنا هذا، ونفتخر باعتباره البطل الممتاز، وقد أخرجتهُ العملية التاريخية اللاحقة من عرَض السياسة، لتجعل منه واحداً من كبار أئمة المسلمين، المُضاد للسياسي. الإنسان المُترسّخ في ديمومة الديني وقُدسيّته، وهذا ما سعت إلى تقويضه(عن قصدٍ أو غير قصد) ولاية الفقيه الخمينية، إذ خرجت على مسار الإمامة الروحية، التي أوكلت زينة الحياة الدنيا وسوءات المُلك والحُكم وسفك الدماء، للحكام الظلمة،  فأناطت ولاية الفقيه للوليّ ( وهو ممثل للإمام الغائب) إجازة جبي الأموال واستلام السلطة.
 
 
نعم، يا سماحة السيد، تستطيع أن تُلصق بنا كافة التُّهم، بدليلٍ مرّة، وبلا دليلٍ مرات، إلاّ أنّك لن تنزع عنّا "شيعية" نفتخر بها بانتظار أن يصبح "المواطن" في لبنان أعلى كعباً وشرفاً من كلّ "طائفي" و"مذهبي"، وإنّ أخشى ما نخشاه أن تكون يا سماحة السيد قد وهبت دِينَك للوليّ الساكن في بلاد فارس، وأعطيتهُ ما بيدك، ومنّاك ما بيد غيره، فكان الذي أخذ منك أكثر من الذي أعطاك، والذي أخذتَ منه دون الذي أعطيته، وكلٌّ راضِ بما أخذَ وأعطى.، والعاقبةّ للمُتّفين.