على المرء أن ينتظر حلول المساء ليعرف كم كان نهاره عظيماً... إنه الشاعر و الكاتب الإنكليزى الذى يصنف كأعظم كاتب فى اللغة الإنكليزية ولد عام 1564, وتوفي في 23 نيسان عام 1616.  ويعد شكسبير أعظم كاتب مسرحى على مستوى العالم, و كثيراً ما كان يعتبر الشاعر الوطني لإنكلترا. سبر في مسرحياته أغوار النفس البشرية، وحلّلها في بناء متساوق جعلها أشبه بالسيمفونيات الشعرية. ويمكن تقسيم حياته العملية إلى أربعة مراحل: المرحلة الأولى كان شكسبير في هذه المرحلة كاتباً مبتدئاً بالمقارنة مع معاصريه من الكتاب فلم تتسم أعماله في هذه المرحلة بالنضج الأدبي والفني. وانتشرت في هذه الفترة المسرحيات التاريخية، وكتب شكسبير في هذه المرحلة مسرحيات عدة تصور الحقبة ما بين 1200 و1550من تاريخ إنكلترا، ويمزج شكسبير هنا التاريخ والسياسة والشعور الوطني لدى شخصياته التاريخية مع روح الفكاهة في رسمه بعض الشخصيات الدرامية، مثل مسرحية "كوميديا الأخطاء" و ترويض الشرسة" و" سيدان من فيرونا". " المرحلة الثانية كتب شكسبير أهم مسرحياته التاريخية في هذه المرحلة، مثل "الملك رتشارد الثاني"  و"الملك جون" و"الملك هنري الرابع"، كما كتب نصوصه الأكثر مرحاً و تميزاً مثل ملهاة "حلم ليلة منتصف الصيف" التي تعد من أروع ما كتب شكسبير في الملهاة، و"الليلة الثانية عشر" و"على هواك" وروميو وجوليت" و"يوليوس قيصر" و"تاجر البندقيىة". وظهر هذه المرحلة تطور ملحوظ في أسلوبه الذي صار يميل إلى الخصوصية والتميّز. المرحلة الثالثة تميزت هذه المرحلة بأفضل ما كتب شكسبير، ولذا سماها بعض النقاد مرحلة النضج الأدبي، إذ كتب أعظم نصوصه التراجيدية وتلك التي تقترب من الكوميديا السوداء. وتُظِهر مآسي هذه المرحلة عمق الرؤيا عند شكسبير وبراعة الصنعة الدرامية، فقد وظف في هذه المسرحيات أدواته الشعرية بما يناسب النص والعرض المسرحيين فوصل إلى حد الإتقان في الدمج بين العواطف البشرية والفكر الإنساني مع الشعر والمواقف المؤثرة. كتب شكسبير في هذه المرحلة مأساة "هملت" التي تعد أشهلر مسرحياته عالمياً، وصور فيها الوضع الإنساني من عظمة وجبروت وضعف في الوقت ذاته، وكتب أيضاً مأساة "عطيل". ونصوصاً أخرى لونها بروح الكوميديا السوداء التي تنبع من افتقار البطل للعظمة والقوة التي يحتاجها ليسيطر على عواطفه مثل "ترويلوس وكريسيدا"  المرحلة الرابعة كتب شكسبير في هذه المرحلة أهم نصوصه الرومنسية، وبدا في أواخر حياته وكأنه يقدم رؤى جديدة متفائلة باستخدامه أدواتٍ ومفاهيم عدة، من الفن والعاطفة وعالم الجن والسحر والخيال، إضافة إلى استخدامه الشعر الغنائي أكثر من أي وقت مضى، مما جعل مسرحياته الأخيرة تختلف كثيراً عن سابقاتها. لذا اتجه بعض النقاد إلى القول بأن المسرحيات الأخيرة تلخص رؤية شكسبير الناضجة للحياة، بينما رأى آخرون أن هذا الاختلاف في أسلوبه وفكره ما هو إلا تغير في الأذواق والتوجهات شهدها المسرح بعد عام 1608. فكتب مسرحية "بريكلِس" و"وسيمبلين" و"حكاية شتاء" ولعلّ "العاصفة" أفضل ماكتب شكسبير في هذه المرحلة. ويبقى شكسبير من أبرز الشخصيات في الأدب العالمي إن لم يكن أبرزها على الإطلاق. يصعب تحديد عبقريته بمعيار بعينه من معايير النقد الأدبي، ما زالت حكمته التي وضعها على لسان شخصيات رواياته خالدة في كل زمان.