الرئيس الأميركي يقول إنه لا داعي للعجلة بما يتعلق بمسألة حل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
 

تعتمد الإدارة الأميركية سياسة النفس الطويل حيال النزاع مع إيران ولإجبارها على الجلوس من جديد على طاولة المفاوضات وفق شروط واشنطن.

واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أنه "لا داعي للعجلة" بما يتعلق بمسألة حل التوترات بين الولايات المتحدة وإيران والتي أثارت مخاوف في الفترة الأخيرة من نشوب صراع عسكري في الشرق الأوسط.

وقال ترامب في أوساكا حيث يجتمع زعماء العالم للمشاركة بقمة مجموعة العشرين "لدينا كثير من الوقت.. لا داعي للعجلة، يمكنهم أخذ وقتهم.. لا يوجد إطلاقا أي ضغط".

وأضاف "نأمل بأن ينجح الأمر بنهاية المطاف.. إذا نجح، سيكون جيدا، وبحال العكس، فإنكم ستسمعون بذلك".

إلا أن تصريحات الرئيس الأميركي لا تخفي أيضا ما أبدته واشنطن من حزم وجدية حيال وضع حد لتجاوزات إيران التي لم يعد من الممكن السكوت عنها، وأكد في أكثر من مناسبة أن الخيار يعود إلى طهران إما الجلوس على طاولة المباحثات من جديد أو تشديد العقوبات ومزيد خنق الاقتصاد الإيراني.

ويرى مراقبون أن الضغوطات التي تشنها الولايات المتحدة على إيران والممثلة في العقوبات، خصوصا تلك الأخيرة التي استهدفت المرشد الأعلى علي خامنئي وقيادات من الحرس الثوري الإيراني، ستجبر إيران عاجلا أو آجلا على الرضوخ والجلوس إلى طاولة المفاوضات وفق الشروط الأميركية.

وتعتمد الإدارة الأميركية على سلاح العقوبات لجر طهران إلى اتفاق جديد، حيث قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إنه يتوقع أن الضغوط التي تمارسها واشنطن على إيران ستدفعها إلى الجلوس إلى مائدة التفاوض.

ودعا طهران بقوله "إما أن يفهموا المغزى أو سنمضي قدما ببساطة في ممارسة أقصى ضغوط". وأضاف "أعتقد أن خليطا من العقوبات والضغوط الأخرى هو ما سيأتي بإيران إلى مائدة التفاوض".

كما أعلن ترامب بدوره، أن القادة الإيرانيين سيكونون "أغبياء" و"أنانيين" إذا رفضوا التفاوض من أجل التوصل لاتفاق يجنبهم التعرض للعقوبات التي فرضتها واشنطن.

في المقابل تمارس إيران حربا كلامية في مواجهتها للعقوبات الأميركية من خلال تصعيد مسؤوليها من تصريحاتهم وهي سياسة تعوّد النظام في طهران على انتهاجها من أجل تقديم نظام ولاية الفقيه في صورة الضحية المدافع عن حقوق مشروعة في نظر شعبه.

ولكن في الوقت ذاته تقود إيران سرّا جهودا عبر وسطاء في المنطقة من أجل تخفيف حدة الضغوط الأميركية.

وشهدت العلاقات المتوترة أصلا بين إيران والولايات المتحدة منذ أكثر من 40 عاما، تصعيدا خطيرا منذ نحو شهرين بعد بدء العمل بعقوبات أميركية قاسية جدا على إيران.

وبلغ التوتر درجة خطيرة مع قيام إيران بإسقاط طائرة مسيرة أميركية في العشرين من يونيو، إثر تعرض ناقلات نفط لاعتداءات نسبتها واشنطن إلى طهران.