في قمّة غير مسبوقة في القدس، ضمّت مستشاري الأمن القومي الأميركي والروسي والإسرائيلي، أيّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الوجود الروسي في سوريا، في مقابل إخراج القوات الايرانية والميليشيات الموالية لها منها.
وأكّد نتنياهو، أنّ «طرد إيران من سوريا»، هو هدفه الاستراتيجي. وقال، انّ «الهدف العام هو أن تغادر كل القوات الأجنبية المنتشرة في سوريا منذ عام 2011 (تاريخ بداية الحرب الأهلية)، وهو ما سيكون جيدًا لكل من روسيا وإسرائيل وسوريا». وأشار الى «أنّ هذا الانسحاب لن يتعلق بروسيا القائمة عسكريًا في سوريا منذ عقود، أي بعبارة أخرى، تقبل إسرائيل الوجود العسكري لموسكو في سوريا، وتكون مستعدة للاعتراف ضمنيًا بنظام الرئيس بشار الأسد المتحالف مع روسيا».
ويخشى نتنياهو من أنّ إيران وحلفاءها، مثل «حزب الله»، تتجذّر في سوريا وتسيطر على قواعد السيطرة التي من المحتمل أن تُستخدم في إطلاق الصواريخ أو تسلل «الكوماندوس» إلى الأراضي المحتلة.
وكشفت مصادر دبلوماسية لـ»الجمهورية»، انّ المسؤولين الإسرائيليين «مقتنعون بأنّ الوقت في مصلحتهم، وأنّ روسيا في لحظة معينة ستُخرِج إيران من سوريا لتأمين مجال نفوذها والتخلّص من منافس جاد. وفي انتظار أن يصبح هذا السيناريو حقيقة واقعة ترفض موسكو التخلّي عن طهران علانية».

رسالة «حزب الله»
في هذا الوقت، بعث «حزب الله» برسائل الى الداخل والخارج، انّه لن يتردّد في مواجهة «التحدّي الوجودي» إذا فُرض عليه، وانّّ «على واشنطن وتل ابيب أن تأخذا على محمل الجدّ تنبيه السيد نصرالله، الى انّ المنطقة بمجملها ستشتعل في حال مهاجمة ايران».
وقال قريبون من الحزب لـ»الجمهورية»، انه «لا يمكن لـ»حزب الله» ان يُحيّد نفسه عن هذا التهديد، وحتى لو أراد ذلك، فإنّ الاميركيين والاسرائيليين يرفضون تحييده، وليس أدلّ الى ذلك من العقوبات المالية والضغوط الأُخرى التي يتعرّض لها»، وأنّه من «التبسيط الإفتراض انّ في الإمكان عزل لبنان او فصله عن تداعيات أي «تسونامي» في المحيط الاقليمي».

الجميل
اكّد رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل لـ»الجمهورية»، تأييد أي مبادرة لتحقيق السلام في المنطقة، مشدداً في الوقت نفسه على «رفض أي مشروع لتوطين اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان»، وقال: «اي مشروع للتوطين لن يمرّ لأنّه مناقض للدستور ولأنّه سيُجابه بإجماع لبناني خلافاً لما كان الأمر عليه قبل الحرب، وبالتالي فإن المزايدة هي في غير مكانها».
وختم: «المطلوب اليوم استعادة الدولة لقرارها ليتمكن اللبنانيون عبر دولتهم من تقرير مصيرهم».
وفي قراءته للاجتماع الثلاثي غير المسبوق، الذي انعقد في اسرائيل، اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن عبدالله بو حبيب، «انه دعاية انتخابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فكل من أميركا وروسيا تؤيّدان عودته الى منصبه الحالي في الانتخابات المزمع إجراؤها في أيلول المقبل».
وأكّد بوحبيب لـ»الجمهورية»، أن «لا مقررات مهمة ستنعكس مباشرة على لبنان». وتحدّث عن «رسالة مباشرة، أهميتها أنّ نتنياهو جمع الى طاولته الروس والأميركان».
أمّا بالنسبة الى مؤتمر البحرين، والذي يتناول «الشق الاقتصادي» لتمويل «صفقة القرن»، فأكّد بوحبيب أن «لا أهمية مباشرة لهذا المؤتمر على لبنان، طالما أنّ هناك إتفاقاً كاملاً بين اللّبنانيين على عدم توطين اللاجئين مهما كانت الاغراءات قوية». وقال: «انّ الموضوع لن يُطرح على طاولة مجلس الوزراء، لأنّ هناك جهات في الحكومة لا تريد ان تختلف مع الولايات المتحدة الاميركية، لكن الإتفاق ضمنياً موجود ولبنان لم ولن يوافق على صفقة القرن».

جلسة تشريعية
من جهة ثانية، لم يُسجل داخلياً أي حدث بارز سوى الاستعدادات للجلسة التشريعية المقرّرة اليوم، والتي من بين جدول اعمالها انتخاب حصة مجلس النواب من اعضاء المجلس الدستوري الجديد والبالغة خمسة أعضاء، ومشروع قانون تعديل قانون اعتماد الصرف على القاعدة الاثني عشر في انتظار إقرار الموازنة العامة التي واصلت لجنة المال النيابية مناقشة بنودها أمس، بالتزامن مع إستمرار حراك بعض القطاعات في الشارع رفضاً لحسومات وتخفيضات في موازنات هذه القطاعات. ومن المقرّر ان يحضر الرئيس سعد الحريري اليوم على رأس الحكومة الجلسة التشريعية المخصصة للبت ببعض مشاريع واقتراحات القوانين، قبل ان تتحول جلسة إنتخابية من اجل انتخاب الأعضاء الخمسة من اعضاء المجلس الدستوري، على ان يعيّن مجلس الوزراء في وقت لاحق الأعضاء الخمسة الآخرين.

 
 

المجلس الدستوري
وكانت قد وُضعت اللمسات الاخيرة امس على الاسماء الخمسة، أعضاء المجلس الدستوري من حصة مجلس النواب المنتخبين، في انتظار ان يتم التوافق على الاسماء الخمسة الآخرين، الذين يُنتظر ان يُعيّنهم مجلس الوزراء، وقد استدعى هذا الامر زيارة خاطفة قام بها معاون رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير المال علي حسن خليل الى الرئيس سعد الحريري اثناء انعقاد جلسة لجنة المال المسائية.
وعلمت «الجمهورية»، انّ الكتل النيابية الكبيرة توافقت على ترشيح الاسماء الآتية: طنوس مشلب (للمقعد الماروني) رئيساً للمجلس الدستوري، أنطوان بريدي للمقعد الأرثوذكسي، رياض ابو غيدا للمقعد الدرزي، عوني رمضان للمقعد الشيعي، أكرم بعاصيري للمقعد السنّي.

مجلس الوزراء
وفيما استبعدت مصادر قضائية وسياسية عبر «الجمهورية» استكمال تعيين بقية اعضاء المجلس الخمسة الآخرين في جلسة مجلس الوزراء غداً، بدليل أنّ هذه الجلسة ستنعقد في السراي الحكومي، وستستكمل البت بمئة بند تبقت من جدول اعمال الجلسة السابقة، وأضيف اليها 41 بنداً جديداً. ومن ابرز البنود: طلب وزارة الدفاع الوطني تأمين بعض مستلزمات الجيش، طلب وزارة الاقتصاد والتجارة دعم زراعة القمح والشعير، طلب وزارة الاتصالات إصدار طابع بريدي تذكاري خاص بالقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، طلب وزارة الزراعة منع تسجيل واستيراد بعض الأدوية الزراعية، طلب وزارة الثقافة إرسال قطع قماشية مكتشفة في مغارة عاصي الحدث ووادي قاديشا للترميم والعرض في سويسرا.

كتلة «الوفاء»
وفي السياق، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إيهاب حمادة لـ»الجمهورية»: «أثرنا مجدداً موضوع قطع الحساب وفق المادة 87 من الدستور، وذكرنا أنّه منذ سنوات لا قطع حساب في الموازنات، ومن حقنا كنواب في عملنا الرقابي ان نطالب بقطوعات الحساب عن النفقات السابقة، فإذا تنازلنا عنه كيف سنناقش. هناك مخالفة للقانون بالنص. فكيف نطلب التدقيق بالصرف وهذا حقنا. إن ما نقوم به هي أمور شكلية على رغم من أننا طلبنا ان تكون الايضاحات والتفاصيل خطيّة. ودائماً على طريقة الزواريب اللبنانية لم نقتنع بشيء. مثلاً ماذا أنتج الإنفاق السابق في وزارة المهجرين، طالما أن ليس هناك رقابة وقطع حساب والأمور لا تزال تسير ضمن الأبواب المفتوحة على الهدر والفساد، فنحن لا نفعل شيئاً».

عودة الحريري وجنبلاط
ومع عودة الحريري من فرنسا، وكذلك عودة النائب وليد جنبلاط من إجازته الخارجية امس، تعود الى الواجهة العلاقة بين الطرفين في ضوء الوساطة التي كان بدأها الرئيس نبيه بري الاحد الماضي، بعدما تنازع الطرفان وأنصارهما بـ»الأسلحة الكلامية الثقيلة».
وعلمت «الجمهورية»، انّ هذه الوساطة «لن تكون مجرّد هدنة انما خريطة طريق لترميم العلاقة وفق أجندة سياسية يوافق عليها الطرفان ويلتزمانها». ويُتوقع ان يكون هذا الموضوع محور اللقاء الذي سيجمع بري والحريري على هامش الجلسة التشريعية اليوم، والتي ستعكس توافقاً على بعض الملفات دون سواها.
وكان الحريري عاد بعد ظهر أمس، بعدما أمضى اياماً عدة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا. وفيما لم يشر مكتبه الإعلامي الى اي من لقاءاته ونشاطاته هناك، نفت مصادر قريبة منه ما تردّد عن لقاءات عقدها في باريس وبقيت طي الكتمان.
والتقى الحريري مساء في «بيت الوسط» وفداً من الاتحاد الأوروبي برئاسة المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع يوهانس هان، ترافقه رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة كريستينا لاسن، في حضور الوزير السابق غطاس خوري، وعرض معه لآخر المستجدات والأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي. واستُكمل البحث إلى مأدبة عشاء.