إنّ الأحداث التي تخلفها ضغوط الحياة اليومية على الأسرة لها نتائج كارثية. فقد يشهد الزوجان على حالة من الانفجار متمثلة بردات فعل متنوعة من الطرفين تُعرف بالطلاق العاطفي.
في بعض الأحيان، لا يصل الزوجان إلى الطلاق المباشر، وذلك لأسباب عدة تحول دون ذلك، كمستقبل الأولاد أو بعض الضوابط الاجتماعية ككلام الناس، الأمر الذي يجعلهما يعيشان في حالة من الطلاق العاطفي تستمر في إطار علاقة زوجية تكون شكلية أمام الناس، لكنّها منقطعة الخيوط بصورة شبه كاملة فيما يتعلق بالحياة الخاصة للزوجين.
 
ويميّز المحلّلون النفسيون بين نوعين من الطلاق العاطفي:
 
1 - حينما يكون هذا الطلاق صادراً عن وعي وإرادة الطرفين في العلاقة الزوجية وبعلمهما الكامل.
 
2 - أن يكون الطلاق العاطفي قائماً من أحد الطرفين فقط دون علم أو وعي الشريك الآخر، والذي يتمثل بشعور الطرف الأول بعدم الرضا لاستمرار علاقته مع شريكه الأسري لكنه يقاوم هذا الشعور.
 
وبحسب علماء النفس، قد تكون الأسباب التالية وراء هذا النوع من الطلاق:
 
• فارق العمر الكبير بين الزوجين
• إختلاف المستوى الثقافي أو الاجتماعي بينهما
 
• تدني المستوى الاقتصادي للعائلة
• عدم القدرة على فتح بيت آخر فيضطر للبقاء مع الطرف الحالي
 
• تدني مستوى الوعي عند الزوجين فلا يتمكّنا من حلّ المشكلات
• عدم التوافق في الطباع والميول والرغبات والقناعات والطموح
 
• برودة العلاقة العاطفية والمشاعر وتزايد المشاحنات بين الطرفين
 
ولهذه المعيشة نتائج سلبية وخطيرة على حياة كل من الزوجين والأطفال كتفاقم الخلافات واستمرارها بصورة شبه روتينية، ما سينعكس بشكل أو بآخر على الأولاد من الناحيتين النفسية والتربوية.
 
ففي غياب بيت طبيعي يغمره جوّ من الحب والتفاهم، ينشأ الأطفال نشأةً غير سوية ويصبحون أكثر عرضة للأمراض النفسية كانفصام الشخصية وفقدان الثقة بالذات والعجز عن اتخاذ القرارات المناسبة.