ولد صائب سليم سلام في بيروت عام 1905، شغل عدة مرات منصب رئيس الحكومة في عهد 4 رؤساء مختلفين ، وكان أحد أبرز السياسيين اللبنانيين ، أسس سنة 1945 طيران الشرق الأوسط كما ترأس من سنة 1957 إلى سنة 1982 جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية‌.  ويعد دولة الرئيس من أكثر اللاعبين على الساحة اللبنانية مهارة وقدرة على النجاة من الأفخاخ ، نجح في أن يكون رقما صعباً وأهلته لهذا ليس فقط حنكته وحكمته بل وما كرّسه اتفاق عام 1943 الذي غدا دستوراً يصعب على أحد الخروج عليه رغم كل المتغيرات والحروب الأهلية والتدخلات الإقليمية والدولية، وتغيّر أرقام المعادلة اللبنانية وتراجعت أهميتها في لحظة من اللحظات في تقرير مستقبل لبنان. استفاد صائب بيك من معادلة الطائفية فغدا زعيماً سنياً نازعه على زعامة الطائفة أكثر من بيروتي وأكثر من طرابلسي وأكثر من صيداوي، لكن صائب سلام بقي الأهم والأول في مواجهة هؤلاء ، ولم تنجح محاولات إقصائه عن نيابة بيروت ستّ مرات ، كان خلالها بالقرنفلة التي تزيّن صدره والسيجار الذي يشعله تجوس عيناه بتحدٍ مقاعد النواب وجلسات مجلس الوزراء. وكان صائب سلام آخر رعيل الاستقلال بعد أن طوى الموت كوكبة رجالات الاستقلال بدءاً من رياض الصلح مروراً  ببيار الجميل وكميل شمعون وانتهاءاً بكمال جنبلاط وسليمان فرنجية ورشيد كرامي.  اقترب من جمال عبد الناصر وخاصم شمعون اصطف إلى جانب فؤاد شهاب واختصم مع سليمان فرنجية وقدم له استقالته من رئاسة الحكومة إثر مذبحة الفردان في نيسان 1973. لعب صائب بيك علي كل التناقضات وتقلب في تحالفاته عبر القاهرة ودمشق والرياض كما غازل بغداد وواشنطن وباريس ، انتظم في حركة شعبية بلا مقومات حزبية وحافظ طوال حياته على قواعده الشعبية واستمرت داره في بيروت الغربية (حي البسطة) ملتقي لكل الافرقاء. وكانت حرب ال 75 نقطة تحول خطيرة وهائلة في حياة صائب بيك الذي عارض جنبلاط وعارض ياسر عرفات وعارض توجهات الحركة الوطنية اللبنانية وكان أقرب إلى الشيخ بيار الجميل وطروحات الكتائب منه إلى طروحات جنبلاط ، ولم يكن في الوقت نفسه على وفاق مع دمشق. إلى أن نجح الحريري في إعادته من منفاه السويسري معتزلاً السياسة متصالحاً مع عاصمة الأمويين التي قاطعته بعد أن لعب دوراً رئيسياً في المفاوضات التي مهدت لاتفاق 17 أيار (مايو) عام 1983. في 21 كانون الثاني عام ال2000غاب صائب سلام صاحب شعار «لا غالب ولا مغلوب» ، القريب جدًا إلى قلوب اللبنانيين ، لا سيما المغالين منهم بالدعوة الى لملمة أواصر الوحدة بتعزيز العيش المشترك ، وترك بصمته وتاريخه المثير للاسئلة ولكنه يبقي أحد الذين ساهموا في صنع لبنان المعاصر اتفقت معه أو اختلفت وسيبقي أحد أعمدة لبنان في نصف القرن الأخير.