طهران لن تصمد طويلا أمام العقوبات الأميركية، ولا يمكنها أن تغلق مضيق هرمز الإستراتيجي لأن جزءا منه يقع في المياه الإقليمية لسلطنة عمان.
 

نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف الأحد قوله إن الانسحاب من معاهدة للحد من انتشار الأسلحة النووية من بين “خيارات عديدة” أمام إيران بعدما شددت الولايات المتحدة العقوبات على الجمهورية الإسلامية، فيما هدد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري بغلق مضيق هرمز أمام التجارة الدولية قبل أن يتراجع عن تهديداته في وقت لاحق.

ونسبت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إلى ظريف قوله “خيارات الجمهورية الإسلامية عديدة وسلطات البلاد تبحثها والانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية أحدها”.

وتزايد التوتر بين طهران وواشنطن منذ انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 وبدأت في تشديد العقوبات على طهران.

وصنفت الولايات المتحدة هذا الشهر الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وطلبت من الدول المستوردة للنفط الإيراني التوقف عن شرائه بحلول مايو أو مواجهة عقوبات.

وهددت إيران من قبل بالانسحاب من المعاهدة لدى تحرك ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع ست قوى عالمية هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، كما هددت أيضا بالانسحاب من الاتفاق النووي ذاته حال إخفاق القوى الأوروبية في ضمان حصول طهران على منافع اقتصادية.
وقالت الدول الأوروبية إنها ستساعد الشركات على الاحتفاظ بعملياتها مع إيران ما دامت ملتزمة بالاتفاق، لكن طهران انتقدت ما تعتبره وتيرة تقدم بطيئة في تطبيق آلية مدفوعات لتسوية التجارة بين إيران وأوروبا.

وقال ظريف “كانت لدى الأوروبيين سنة لكن للأسف لم يتخذوا أي إجراءات عملية. ما نتوقعه منهم هو إظهار خلاف ذلك ولا أعتقد أن لديهم الكثير من الوقت”.

وحذر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري بأن طهران يمكن أن تغلق مضيق هرمز الإستراتيجي في حال واجهت المزيد من “ممارسات الأعداء”.

وصرح باقري “نحن لا نريد إغلاق مضيق هرمز إلا إذا اضطررنا لذلك بسبب ممارسات الأعداء”، مضيفا “إذا لم يمر نفطنا عبر هذا المضيق، أكيد لن مر نفط الدول الأخرى أيضا عبره”.

ويأتي هذا التصريح بعد أن أعلنت واشنطن الإثنين أنها ستبدأ في فرض عقوبات على دول تشتري النفط الإيراني ومن بينها الهند والصين وتركيا.

وكانت الولايات المتحدة منحت ثماني دول إعفاء لمدة ثمانية أشهر لشراء النفط الإيراني بعد أن أعادت فرض العقوبات المشددة على إيران في نوفمبر عقب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وحذر مسؤولون إيرانيون مرارا من أن الجمهورية الإسلامية قد تغلق المضيق الذي يعتبر شريانا رئيسيا لنقل إمدادات النفط الدولية، في حال تهديد مصالحها القومية أو الأمنية.

والأربعاء صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “نعتقد أن إيران ستواصل بيع نفطها، سنواصل إيجاد مشترين لنفطنا وسنواصل استخدام مضيق هرمز كممر آمن لبيع نفطنا”.

وتابع “لكن إذا اتّخذت الولايات المتحدة التدبير الجنوني بمحاولة منعنا من ذلك، عندها عليها أن تكون مستعدّة للعواقب”.

ولا يمكن لإيران من الناحية القانونية أن تغلق الممر المائي لأن جزءا منه يقع في المياه الإقليمية لسلطنة عمان، لكن السفن تمر في مياه إيرانية تحت مسؤولية سلاح البحرية بالحرس الثوري الإيراني.

وفي 2016 استجوب الحرس الثوري واحتجز بحارة أميركيين أثناء الليل بعد أن دخلوا إلى المياه الإقليمية الإيرانية في منطقة أخرى في الخليج.

وتجري إيران أيضا مناورات حربية سنوية وتختبر صواريخ كروز وصواريخ باليستية متوسطة المدى.

وقالت البحرية الأميركية إنه في الفترة من يناير 2016 إلى أغسطس 2017 وقع في المتوسط 2.5 حادث تداخل “غير آمن” أو “غير احترافي” شهريا بين البحرية الأميركية وقوات بحرية إيرانية، بما في ذلك تحليق طائرة إيرانية دون طيار بالقرب من سفينة للبحرية الأميركية، حيث اتهمت طهران قوات أميركية بالاستفزاز.
وقال مسؤولون أميركيون إن إغلاق مضيق هرمزا سيكون تجاوزا “لخط أحمر” وتعهدوا باتخاذ إجراءات لإعادة فتحه.

وقال الكابتن بيل أوربان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية “لدينا القوات التي نحتاجها للحفاظ على تدفق حر للتجارة وحرية الملاحة”.

وتجري قوات بحرية من دول غربية أيضا تدريبات عسكرية في الخليج وفي دول عربية على الجانب الآخر من الخليج قبالة إيران، وخصوصا السعودية ودولة الإمارات المتحدة، التي لديها قدرات بحرية متقدمة التكنولوجيا. وجاء في تقرير المكتب الأميركي للمخابرات البحرية العام الماضي أن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني حصلت على زوارق هجومية سريعة وزوارق صغيرة وصواريخ كروز وألغام مضادة للسفن. وأضاف أن تلك القدرات لا يمكنها منافسة التكنولوجيا الغربية.

وقالت الولايات المتحدة إنها ستستخدم كاسحات ألغام وسفنا حربية مرافقة وربما ضربات جوية لحماية حرية تدفق التجارة، لكن إعادة فتح المضيق قد تكون عملية تستغرق وقتا طويلا خصوصا إذا قام الحرس الثوري بزرع ألغام.

وقال مايكل كونيل رئيس برنامج إيران في مؤسسة سي.إن.إيه الأميركية للبحوث غير الهادفة للربح إنه من بين كل قدرات إيران فإن الألغام هي على الأرجح التي تثير معظم القلق.