اعتبرت أن شحنات الأسلحة لجماعة الحوثي و«حزب الله» تهدد بـ«سباق تسلح إقليمي»
 

أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الحد من التسلح والتحقق منها والامتثال لها، يليم بوبليت، أن برنامج إيران الصاروخي يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط ويزيد من مخاطر حصول «سباق تسلح إقليمي» عبر توفير الأسلحة هذه إلى جماعات مسلحة في لبنان واليمن.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبر في أحدث تقرير له عن تطبيق القرار 1701 الخاص في لبنان، عن «القلق البالغ» من التقارير عن شحنات الأسلحة إلى «حزب الله»، منبهاً أن ذلك قد يؤدي إلى «زعزعة الاستقرار في لبنان والمنطقة». وكان يشير بذلك ضمناً إلى تزويد إيران الحزب بالأسلحة المتطورة.

وكانت المسؤولة الأميركية الرفيعة تتحدث أمام جلسة عمل برئاسة الولايات المتحدة لمؤتمر لنزع السلاح ترعاه الأمم المتحدة في جنيف، إذ قالت إن «البرنامج الصاروخي الإيراني مساهم رئيسي في تصعيد التوترات في المنطقة وفي زيادة خطر حصول سباق تسلح إقليمي».

وكررت يليم بوبليت أن الولايات المتحدة «تشعر بقلق بالغ من برنامج الصواريخ لدى إيران»، لأن هذه النشاطات «تتحدى قرار مجلس الأمن رقم 2231». وأكدت أنه «يجب على إيران أن توقف فوراً نشاطاتها المتصلة بالصواريخ الباليستية المصممة لكي تكون قادرة على توصيل أسلحة نووية، وأن تتوقف عن نشر الصواريخ وتكنولوجيا الصواريخ لدى جماعات إرهابية أو لدى جهات من غير الدول»، منددة خصوصاً بـ«النفوذ الخبيث لإيران من لبنان إلى سوريا وإلى اليمن، وفي كل أنحاء المنطقة».

وأوضحت بوبليت أن إيران قدمت الصواريخ الباليستية للحوثيين الذين أطلقوها على المملكة العربية السعودية، وكذلك أنظمة الطيران من دون طيار إلى جماعات الحوثيين مما مكنهم من شن هجمات ضد أهداف على الأرض في السعودية والإمارات العربية المتحدة. وأضافت: «نحن ملتزمون بأن نتصدى بقوة لنشر إيران صواريخ باليستية ونقلها أسلحة بصورة غير قانونية في المنطقة». وحضت «كل الدول المسؤولة» على تطبيق قرارات مجلس الأمن التي تفرض قيوداً على نقل التكنولوجيا المتعلقة بالصواريخ إلى إيران.

وكذلك اتهمت بوبليت طهران بأنها «تسعى إلى الحصول على مواد صيدلانية أساساً لأغراض عدائية». بيد أنها لم تكشف أي تفاصيل إضافية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن لدى انسحابه من الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران عام 2015 وأدى إلى رفع العقوبات الدولية عن طهران مقابل تقييد نشاطاتها النووية، أن الاتفاق فشل في كبح جماح برنامج الصواريخ الباليستية لديها أو لجم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الإقليمية.

واتهمت واشنطن إيران بأنها تنتهك منذ ديسمبر (كانون الأول) قرارات مجلس الأمن عبر إجرائها تجارب على الصواريخ الباليستية وغيرها من الصواريخ الخاصة بوضع أقمار اصطناعية في المدار.

في المقابل، طلب دبلوماسي إيراني كلمة للرد على ما اعتبره تصريحات «رخيصة وغير مهنية وكاذبة وغير ذات صلة ومثيرة للشفقة»، أدلت بها المسؤولة الأميركية، متهماً الولايات المتحدة بأنها «تخرب» منتدى جنيف. وقال: «يجب أن نكون جميعاً قلقين حقاً من سوء تصرف ممثل الولايات المتحدة لأننا نحذر من احتمال تحوله إلى رد عنيف، لأنهم يفتقرون إلى أي منطق إنساني».

وفي جزء آخر من خطابها، تساءلت بوبليت أيضاً عن أسباب اعتراض روسيا على «الاستخدام البغيض للأسلحة الكيماوية من النظام السوري ضد شعبه»، قائلة إن «استخدام روسيا لعوامل الأعصاب من الدرجة العسكرية غير المعلنة وغير المجدولة في سالزبوري بالمملكة المتحدة أظهر بوضوح أنها لا تفي بالتزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية وأنها تحتفظ ببرنامج سري للأسلحة الكيماوية في انتهاك للمادة الأولى من تلك الاتفاقية».

ولفتت بوبليت إلى أنه على الرغم من أن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم تكتيكات «التجويع والاستسلام» والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، «فقد واصلت روسيا دفاعها عن التكتيكات الوحشية لنظام الأسد ضد شعبه». وأكدت أنه «يجب ألا يكون هناك إفلات من العقاب على جريمة استخدام السلاح الكيماوي في دوما».