حشد دولي في شرم الشيخ هو الاول من نوعه ماذا في التفاصيل؟
 

استقبلت مدينة شرم الشيخ المصرية حدثاً فريداً من نوعه الا وهو القمة العربية-الاوروبية على ارض  أيقونة السلام ولاغرو انه الحدث الأهم والابرز الا وهو القمة الأولى للجامعة العربية والاتحاد الأوروبي على شرف الرئيس عبدالفتاح السيسي وبحضور رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك لتمهد تلك القمة لتدشين انطلاقة واعدة لمرحلة جديدة من التعاون بين الكتلتين الإقليميتين الجارتين اللتين تشكلان قلب العالم في الماضي والحاضر والمستقبل.


ومن جانبه حرص " لبنان الجديد" على رصد دقيق لابعاد وتفاصيل ذلك الحدث العالمي والذى حظى بزخم اعلامى غير مسبوق نظراً لمضامينه الكثيرة والمتنوعة حيث اشارت كافة التقارير الواردة من عواصم الدول الأوروبية الى امر فى منتهى الاهمية يعكس حرصاً بالغاً على حضور وتفاعل مميز من كافة الزعماء للمشاركة الفاعلة فى توثيق هذا الحدث بالغ الاهمية، والدليل على صحة ذلك ما شهده اليوم الاول  في القمة من تفاعل غير مسبوق في القمم الإقليمية فضلاً عن اعتبار هذه القمة  بمثابة اطلاله  جديده وواعدة تتطلع معها شعوب الجانبين وحكوماتهم للتوجه نحو مرحلة جديدة من السلام والتفاهم والبناء على قواعد المصالح المشتركة.

وليس من قبيل المصادفة إجماع الطرفين العربي والأوروبي على أن تكون شرم الشيخ حاضنة هذه القمة والعنوان الذي ينظر إليه العالم دوما عندما يخطو خطوة جديدة يعلي معها صوت تفاهم الحضارات ليتوارى بعيداً اصوات نشاذ تعمل على تأجيج جذوة  صدام الحضارات، فضلاً عن اعتبار شرم الشيخ - ايقونة السلام- حاضنة لكل الدول التي تضع في صدارة أولوياتها مواجهة التطرف الديني والإرهاب الأسود.

وفى ذلك الصدد، اكد  سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة إيفان سوركوش أن اكثر من 20  من زعماء دول الاتحاد الأوروبي حرصوا على المشاركة والتواجد الفعّال  بقمة شرم الشيخ، ولعل هذا الحضور الأوروبي المكثف على مستوى القادة والزعماء العرب والاوروبيين يعكس في دلالاته السياسية إشارة هامة الى قناعة المجتمع الدولي بالوضعية السياسية المتميزة لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وريادتها للمنطقة ودورها الذي لا غنى عنه كصمام أمان للاستقرار الإقليمي، إلا أنه وعلى الجانب الآخر سيفتح دون شك صفحة جديدة تستمد معها السياحة الأجنبية الوافدة لشرم الشيخ قوة زخم غير مسبوقة.


ولاغرو فقد جاءت القمة العربية-الاوروبية بشرم الشيخ لتعطي رسائل عديدة للعالم وللشعوب العربية والأوروبية على حد سواء جسدها استباق الاتحاد الأوروبي لفعاليات القمة بتدشين تقرير شدد فيه على ارتباط البلدان العربية والأوروبية بتاريخ طويل من العلاقات الاستراتيجية بين الكتلتين الإقليميتين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، تعززه رغبة الجانبين بتطوير التعاون من أجل تحقيق الطموحات المشتركة ومواجهة التحديات الآنية وعلى رأسها الإرهاب والهجرة غير الشرعية.


وأشار التقرير إلى أن القمة جمعت للمرة الأولى رؤساء دول وحكومات من كلا الجانبين، بالإضافة إلى مسئولين رفيعي المستوى من الاتحاد والمفوضية وعلى رأسهم جون كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية وفيدريكا موجريني الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية بغية تعزيز العلاقات العربية الأوروبية، حيث شهدت القمه تناول عدد من القضايا والتحديات المشتركة ومن أهمها التعددية والتجارة والاستثمار والهجرة والأمن بالإضافة إلى الوضع في المنطقة.


هذا وقد تناولت القمة فى تفاصيلها تحديات عديده فرضتها الأوضاع الإقليمية والدولية على البلدان العربية والأوروبية في ضوء ما يشهده العالم من أعمال إرهابية وتطرف وزيادة معدلات الهجرة وأيضاً الحروب والنزاعات وحالة عدم الاستقرار مادفع جميع المشاركين إلى العمل على تعزيز اطر التعاون المشترك فى اطار  تفاهمات لتاسيس لمرحلة جديدة من العلاقات الودية والمتطورة.

وأكد التقرير أن للعرب وللأوروبيين تاريخاً طويلاً ثرياً من التبادل الثقافي والاقتصادي والتجاري والسياسي، بالإضافة إلى القُرب الجُغرافي والاعتماد المُتبادل، ما ساهم في تأسيس علاقات قوية بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

وشدد الاتحاد الأوروبي في تقريره على أنه ومن خلال إطار العمل هذا أصبح الهدف المُشترك هو "تطوير تعاون أوثق ومن أجل تحقيق الآمال المُشتركة وصولاً إلى السلام والأمن والازدهار في المنطقتين".

ونوه التقرير باللقاءات المنتظمة التي يعقدها الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وهي لقاءات على مستويات مُختلفة، ولقاءات المسئولين رفيعي المُستوى التي تنعقد بشكل منتظم خلال العام، حيث يلتقي سفراء السياسة والأمن الأوروبيين مع الممثلين الدائمين لجامعة الدول العربية سنوياً، وتعقد لقاءات وزارية على مستوى وزراء الخارجية كل سنتين.

ويتعاون الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية معاً من خلال منهجية جماعية وتعاونية متعددة الأطراف على التعامل مع التحديات المُشتركة التي يواجهها الطرفان على المُستويات المختلفة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية أو أمنية.

وأوضح التقرير أن التعاون الإقليمي القوي يعد أساساً لإيجاد حلول للتحديات الحالية التي تواجهها الدول الأوروبية والعربية، حيث يتشارك الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية الالتزام في تعزيز التعددية ونظام دولي يقوم على أساس القانون الدولي والعمل من أجل زيادة التعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، فمن خلال إطار العمل هذا أصبحت الممثل الأعلى نائب الرئيس فيدريكا موجريني عضواً في اللجنة الرباعية حول ليبيا حيث تضم هذه اللجنة أيضاً ثلاثة أعضاء آخرين هي (جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة).


كما يتعاون الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في التعامل مع عدد من ملفات الأمم المتحدة مثل أجندة 2030 حول التنمية المُستدامة والجهود العالمية لمعالجة التغييرات المناخية والحد من انتشار الأسلحة النووية.


وأشار التقرير الى أن الأمر لا يقتصر على ذلك بل يرتبط الطرفان بحوار سياسي يشمل ملفات إقليمية عديدة ومواضيع تحتل أولويات الأجندات لدى الطرفين ومن بينها عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في سوريا واليمن وليبيا والعراق، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب والهجرة؛ والبحث عن حلول دائمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار.


كما يتعاون الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في مواجهة تهريب الأسلحة المحظورة من خلال مشروع يُقَدَّر بمبلغ 2.7 مليار يورو لبناء القدرات والتدريب في مجالات مراقبة الأسلحة التقليدية لدى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، كما تم إنشاء مجموعة عمل للرقابة على أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة والسلاح  كجزء من الحوار الاستراتيجي بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، حيث تلتقي مجموعة العمل بانتظام لتقييم مدى تقدم عملها.


وأكد الاتحاد الأوروبي- في تقريره- أن مكافحة الإرهاب تأتي في مقدمة أولويات الطرفين العربي والأوروبي في ضوء التهديدات المتنامية والتحديات المشتركة التي يخلقها الإرهاب الدولي والتطرف، والتي تواجهها أوروبا والعالم العربي وتجعل من مسألة وقوف الطرفين متحدين ضد الإرهاب أمراً ضرورياً، حيث يلتزم الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بالحرب العالمية على الإرهاب من خلال عملهم المُشترك لدعم جهود التحالف العالمي ضد داعش، مع الحفاظ على الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وسيادة القانون والقانون الدولي الإنساني.


كما يعمل الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، عبر إطار عمل الحوار الاستراتيجي بينهما، على تشكيل مجموعات عمل لمكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة.


روابط عديدة ومحورية ومحاور تستند اليها العلاقات العربية الأوروبية لا تستمد فقط عمقها وتنوعها من صفحات التاريخ وخطوط الجغرافيا بل باتت تتخطاها مع تنامي مخاطر مشتركة فى مقدمتها الإرهاب ومكافحته وموجات الهجرة غير الشرعية وصولا إلى التنافس الدولي في نظام عالمي متغير، فرضت جميعها في هذا التوقيت وضع النقاط فوق الحروف لتدشين مسيرة جديدة يعلى فيها الطرفان المصالح المشتركة فوق تباين وجهات النظر، ولم يكن مستغربا بعدما أدرك الطرفان أن الوقت قد حان للقاء مشترك للزعماء أن يكون اختيارهم للمكان في شرم الشيخ.ايقونة السلام تمهيداً لانطلاقه جديدة واعدة تنحو الى مسارات متنوعة من تحقيق الامن والسلام ونبذ اوجه الفرقة والتشرزم والعمل على وحدة الصف والاصطفاف لمواجهة كافة التحديات الدولية.