هل بدأ زمن التسويات الكبرى ؟
 

أظهر لقاء وارسو بحضوره الدولي والعربي أنه بالشكل مؤتمراً يبحث في قضايا الشرق الاوسط ويهدف الى الحد من نشاطات ايران الاستفزازية ،ومواجهتها من خلال تحالف عربي-اقليمي عسكري ، لكن مضمون هذا اللقاء ليس سوى معاهدة تطبيع علني مع العدو الاسرائيلي واعطاء صك براءة لإدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

يبدو هذا اللقاء الذي شاركت فيه ٦٠ دولة مغايراً لسابقاته من المؤتمرات فمشاركة ١٠ دولٍ عربية ووجودهم على طاولة واحدة مع ممثل دولة الاحتلال الاسرائيلي يشكل انعطافاً كبيراً وتحولاً جذرياً في مسألة الصراع العربي الاسرائيلي ، نعم نستطيع القول اليوم أننا أصبحنا في عنق الزجاجة حيث أننا لم نشهد انبطاحاً عربياً كالذي نشهده اليوم ولم نر دولاً عربية ترتمي في حضن الاميركي اليوم.

 أما المؤسف والمحزن والمبكي هو أن الشعوب العربية في غالبيتها تحذو حذو حكوماتها .
كان للشعوب العربية حلماً لطالما سعت إليه بالاضافة إلى تحرير فلسطين ، وكان هذا الحلم الاوحد يتمثل بربيع عربي مشرق يبعد شبح الغيوم السوداء المتمثلة بالانظمة الوراثية الديكتاتورية، وتعتبر هذه الشعوب أن هذا الربيع لم يتحقق من خلال عدة عوامل وأبرزها التدخلات الخارجية لا سيما الايرانية منها ويعتبرون دخول ايران على خط الازمات العربية دفع المنطقة إلى حرب مذهبية قذرة أكلت ما تبقى من وحدة عربية عبر التفريق الطائفي الذي وصل إلى حد القتال الدموي المسلح ، وهذا ما دفعهم إلى النفور من الاهداف المشتركة حتى من مسألة تحرير فلسطين  وتوجهوا لإزالة هذا الهاجس فتحول الصراع "العربي _الاسرائيلي "للاسف  إلى صراع قومي "عربي_فارسي."

فهل بدأ زمن التسويات الكبرى؟

 

محمد ديب عثمان