ما هي المصادر التي يعتمدها حزب الله للحصول على الاموال؟
 

يُعتبر حزب الله حاليًا من أكبر القوى الإقليمية وأكثرها نفوذًا في المنطقة، رغم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الحزب ومموِّله الأكبر إيران، والتي لن تُؤثر في الحزب كثيرًا، بحسب تقرير مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية الذي أعدَّه علي باكير، المُحلِّل والباحث السياسي، وشفيق شقير، الباحث في مركز الجزيرة للدراسات.

منذ تأسيسه أوائل الثمانينيات، اعتمد حزب الله اعتمادًا كبيرًا على الأموال التي تأتيه من إيران، وفقًا لما أورده تقرير المجلة. 
لكنه عَمِلَ جاهدًا على مدار العقدين الآخرين لتنويع مصادر تمويله.

 وهدفت تلك الخطوة إلى منح الحزب قدرًا من المرونة في الأوقات العصيبة، وقدرةً أكبر على تجنُّب الجهود الرامية إلى استهدافه من خلال علاقته المالية بإيران. وسعى حزب الله، من بين أهدافه الأخرى أيضًا، إلى تخفيف أعباء إيران، وتلبية الاحتياجات المتزايدة لأجندته الإقليمية الموسعة باستخدام موارده المالية الخاصة.

ومن هذا المنطلق، أسَّس الحزب الشيعي اقتصاده الموازي داخل لبنان، واندمج في أنشطةٍ اقتصاديةٍ وماليةٍ عبر مختلف القارات، من أفريقيا إلى أميركا اللاتينية، وصولًا إلى آسيا. 
وتضمَّنت أنشطته غسيل الأموال وتجارة البناء والتعاقدات وغيرها.

واليوم، يحصل حزب الله على الأموال من خمسة مصادر رئيسية بحسب "ناشيونال إنترست": علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، والدولة الإيرانية، والخُمس (الفريضة الإسلامية التي يدفع بمقتضاها المسلمون الشيعة خُمس فائض دخلهم السنوي للسلطات الدينية الإيرانية)، واقتصاده الموازي داخل لبنان، وإمبراطوريته الاقتصادية خارج البلاد.

ولا يعلم أحدٌ حجم الميزانية السنوية لحزب الله، لكنَّ آخر التقديرات تُشير إلى أنَّ الدعم الإيراني يُشكِّل نسبة 70- 80% من ميزانية حزب الله التي تبلغ قرابة 700 مليون دولار. وهذه الأرقام ليست ثابتةً نظرًا إلى انعدام الشفافية، والأجندة الموسَّعة لحزب الله في العِقد الأخير.

 

اقرا ايضا : لماذا رفضت أميركا اغتيال سليماني مع عماد مغنية؟

 

 

ويرى الباحثان أنَّ محاولات استهداف النظام المالي لحزب الله في السابق فشلت في إخضاع الحزب لأسبابٍ عديدة، منها:
أولًا، يرى الباحثان أن العقوبات المفروضة على إيران ليست خانقةً بما فيه الكفاية.


ثانيًا، هناك مُعضلةٌ تتعلَّق بأموال المرشد الأعلى بحسب التقرير. 


ويُعتقد أن الدعم المالي الذي يُقدِّمه المرشد الأعلى علي خامنئي ومؤسساته يُشكِّل نصيب الأسد من ميزانية حزب الله. ويصعب تعقُّب تلك الأموال واستهدافها، بعكس الأموال التي تأتي من الدولة الإيرانية، إذ تصل تلك الأموال إلى حزب الله من خارج النظام المالي في حقائب مُغلقة على الأغلب.

ثالثًا، يمتلك حزب الله إمبراطوريةً ماليةً خارج البلاد. ورغم الجهود المبذولة لحرمانه من موارده المالية التي تأتي من أنشطته الخارجية، والتي شهدت تطوُّرًا ملحوظًا في السنوات القليلة الماضية، لم تكُن تلك التدابير قويةً بما يكفي لوقف الأموال التي تصله من تلك المصادر.

رابعًا، أشار الباحثان إلى أنَّ حزب الله يستغل الدولة اللبنانية. وربما كانت التدابير المالية التي تستهدف الاقتصاد الموازي لحزب الله داخل لبنان حاسمةً بما فيه الكفاية، لكن يصعب تطبيقها والحفاظ عليها ما دام حزب الله جزءًا من الحكومة اللبنانية، وقادرًا على استغلال المجتمع الشيعي والحلفاء المسيحيين لمصلحته.