لم نكن نريد للتجربة الاسلامية في الحكم أن تفشل , لانها كانت الامل للشعوب الاسلامية المعذبة بعدما فشلت كل التجارب الاخرى في العالمين العربي والاسلامي , إلا أن المفاجأة كانت بسرعة السقوط المدوي الذي أذهل المراهنين عليها وعلى وعودها السحرية فيما لو استلمت السلطة والحكم , فالثورات العربية التي قامت بها الشعوب تحت شعارات الخلاص من التجربة الحاكمة , التي لا شك ولا ريب انها تجربة مستبدة ظالمة . يكفي ان نأخذ التجربة المصرية في الثورة , من باب المثال لا الحصر , لنعرف أسباب الفشل الذي منيت به التجربة الاسلامية في الحكم , إذ ان الشعب الذي التف حول الاسلاميين وأعطاهم ثقته في صناديق الاقتراع , إنما فعل ذلك  لأنهم يحملون شعارات الخلاص من أعداء الامة ومن أعداء الانسان , فيتفاجأ الشعب بأن الاسلاميين متصالحين مع أميركا  التي لطالما إعتبرها الاسلامي عدوة للاسلام والمسلمين , ومتصالح أكثر مع العدو الاسرائيلي حيث أنه أبقى كل الاتفاقات التي أبرمها النظام السابق على ما هي عليه , بالاضافة الى ذلك تمسك الاسلاميين بفس آلية الحكم السابق في علاج الازمات الاقتصادية والاجتماعية , بل لعل النظام السابق أهون على المواطن المصري من الحكم الجديد , دليل على ذلك كمثال هو عدم قبول النظام الاسلامي الجديد بزيادة الحد الادنى للاجور الذي كان قد أقره النظام السابق , وهذا من اولويات المطالب الثورية التي رفعها الثوار في ميدان التحرير , بل أكثر ايضا ان النظام الاسلامي الجديد لم يتجرأ حتى على تعديل اتفاق كامب ديفيد , الذي ينبغي إلغاؤه حقيقة ,فلم يحرك باتجاهه ساكنا , لا أقلها إرضاء لطموحات الشعب الذي راهن على التجديد والتغيير , فهل ثار الشعب العربي من أجل تبديل إسم بآخر , أم أنه ثار من أجل التغيير الجذري لأوضاعه الانسانية والاقتصادية والاجتماعية ؟؟؟. ما زال الفقر فقرا , وما زالت فرص العمل تزداد بعدا وتزداد تأزما وتأزيما, وما فعله حكم مبارك من صفقات مع اميركا واسرائيل  والغرب فعل أكثر منه الحكم الاسلامي , وما عانى منه الشعب من قمع للحريات ومن استبداد سياسي ومحاكمات على الرأي , لم يزل يعاني الشعب منه , بل إن المصيبة الاكبر أنه لا يوجد في الافق القريب مشروع أسلامي لحل أزمة الفقر والبطالة , وأزمة الحريات العامة والخاصة , بل مزيدا من الاستبداد السياسي والديني , ألا يدل ذلك كله وما لم نذكره ايضا على فشل التجربة الاسلامية في الحكم , وأين شعار الاسلام هو الحل ؟؟؟