طال ليلك يا لبنان , وادلهّم سواده , وغار قمر وتاهت أنجم , وتسللت من سمائك  أحلام , من خلف ظلمة زادها الظلم الذي ساد , فآنستُ نورا برق من ذيل صبح طال انتظاره , عسى ان يكون فيه خبر يسلي الفؤاد , لكن...آه ثم آه ...قد سُلبت منّا كل الاحلام بوطن معافى يَحنُ على أبنائه ويَحنُ عليه الابناء . من عتمة ذلك الليل اللبناني الذي إشتد في الآونة الاخيرة , بفعل الانقسام الاجتماعي الناتج عن انقسام سياسي حاد , الناتج عن زعامات أسقطت على الاجتماع السياسي اللبناني إسقاطا , ما أنزل الله بها من سلطان , حيث ثبت  بالتجربة أن هذه  الزعامات اللبنانية الحالية لا تتصف  بشيء من شروط وأساسيات ومبادئ الزعامة إلا بالاسم , وللأسف لم يكن الاسم على مسمى , مع هذا كله وزيادة عليه إستطاع الانقسام السياسي أن يتلبس بلبوس الدين بسبب التكاذب السياسي في لبنان , إذ انقسم اللبنانيون وتمترسوا خلف طوائفهم , وهذا التمترس ليس صحيحا لأنه في الوقع لا خلاف ديني بين اللبنانيين ولا خلاف مذهبي , انما هذا ما يريده ثلة من اللبنانيين مرتبطين بمشاريع مشبوهة .  يبقى بصيص أمل بتشكيل حكومة لبنانية بامتياز , لا لون لها غير لون لبنان , ولا هدف لها الا مصلحة لبنان , بغض النظر عن تسميتها , سواء كانت حكومة وحدة وطنية او حكومة تكنوقراط او غيرها , لعل التجربة الفاشلة التي عانى منها لبنان , تُعلم البعض بأن لا خلاص للبنان إلا بالوحدة والاتحاد , فإن المثل الشائع يقول " اذا عمل الاخوة معا تتحول الجبال الى مناجم ذهب " , فالتجربة اللبنانية في الحكم السائد وبالطريقة السائدة لم تجر على لبنان الا الويلات السياسية والاجتماعية والنفسية , أما آن الاوان لنتعلم من التجارب , أم أن اللبنانيين تمسحوا كزعاماتهم الذين تمسحوا بفعل سلوكهم وعاداتهم التي مارسوها عقود من الزمن . نقول متوجهين الى مسيحيي ومسلمي لبنان , والى كل المذاهب في لبنان ، والى كل السياسيين الحريصين على وحدة لبنان وأمنه ومصيره  وانطلاقاً  من حرصنا على وطننا واعتمادا على رسالاتنا السماويّة ، تعالوا  لنشكّل جبهة واحدة تحت إسم واحد وهو لبنان , لمقاومة الظّلم والفقر والجهل والتخلّف , جبهة واحدة تهدف الى بعث روح المحبَّة والرحّمة والعدل والقيم فينا، لينعم لبنان الوطن وشعبه بالأمن والسّلام.