برداً وسلاماً مرّت "ساعات الرعب" الإسرائيلية على أهالي الجنوب اللبناني، فلم تنَل من عزيمتهم غارات "نتنياهو" الوهمية، الذي يعرف حقّ المعرفة أن أرض الشهداء لن تخشى يوماً غاراته الحقيقية، فكيف لها أن تخشى اليوم تلك الوهمية، ولن يرعبها بالونٌ حراري استمتع سكان القرى الجنوبية بالنظر إليه، واعتبروه، ربّما، مفرقعاتٍ نارية زيّنت سماءهم ما بين فترة عيدَي الميلاد ورأس السنة.\

يتخبّط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفشله، ويحاول العبث بالأجواء اللبنانية كطفلٍ رسب في امتحانه الرسمي المدرسيّ، وبَّخَه والداه، فلجأ كردة فعلٍ عكسية للعبة "Star Wars" الإلكترونية ليفرّغ جام غضبه في مكانٍ ما.

يصف رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد هشام جابر أحداث منتصف ليل الأول من أمس، من غارات إسرائيلية وهمية على النبطية وإقليم التفاح وصولاً إلى صور وصيدا، وإطلاق بالونات حرارية، وقصف دمشق من الأجواء اللبنانية، بالاستعراض.

وهو استعراض القوى الذي يلجأ إليه نتنياهو اليوم بعد فشل عمليتَيه العسكرية والاستخباراتية في غزة، وبعد عجز عملية "درع الشمال" عن تحقيق أهدافها، وتخييب مجلس الأمن لآمال إسرائيل سواء لجهة عدم إدانة حماس، أو عدم إدانة لبنان وتحديداً حزب الله، وبعد التصدّع الذي تعاني منه الحكومة الاسرائيلية بعد استقالة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، وتخوّف نتنياهو على مستقبله السياسي في الانتخابات الإسرائيلية المبكرة، كما يؤكد جابر في حديثه لموقع "السياسة".

ويرفض جابر تسمية الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على جنوب لبنان بالتصعيد، ويصفها بالعمليات الاستعراضية التي تعوّدنا عليها بشكلٍ شبه يومي، ويضعها في إطار الحرب النفسية "أما رفع مستوى الاستعراضات الإسرائيلية هذه المرة فيتوافق مع ارتفاع مستوى الخسارات التي يعاني منها نتنياهو".

ولا يرى جابر بأن هذه الاستعراضات تنبئ بحرب إسرائيلية - لبنانية مقبلة، فالأولى لا نيّة لديها لشن حرب عسكرية على لبنان، علماً أن "إسرائيل غير جاهزة لتتحمل تداعيات الحرب على لبنان، في ظل تنامي قدرة حزب الله الصاروخية، لا سيما صواريخ الأرض بحر، التي لها أن تدمر منصات النفط والغاز التي بنتها إسرائيل في البحر، وتعيد الدولة العبرية 10 سنوات للوراء، كما تنقل الصحف الإسرائيلية عن لسان أكبر جنرالاتها".

وفيا يخص ضرب أهدافٍ في دمشق من الأجواء اللبنانية، يؤكّد جابر أن إسرائيل مسيّرة في حال أرادت قصف سوريا باستعمال إما الأجواء اللبنانية أو أجواء الجولان المحتل، بعد القرار الروسي بمنع إسرائيل من دخول الأجواء السورية حتى إشعارٍ آخر، بعد سقوط الطائرة الروسية بنيران إسرائيلية في سوريا بمرحلة سابقة.

ويلفت إلى ان لا معطيات عن تحقيق أهداف في الضربة الأخيرة لسوريا "وأكدت مصادر مطلعة على أنها لم تحقق نصراً دراماتيكياً"، أما بادعاء الصحف الإسرائيلية بأنها استهدفت مخزن أسلحة إيراني أو وفدا من حزب الله، فهي "أسطوانة اعتدنا على سماعها من اسرائيل كذريعة لتبرير اعتداءاتها".