أشار عضو كتلة "الوسط المستقل" النائب ​نقولا نحاس​ الى أن المعنيين بعملية ​تشكيل الحكومة​ وصلوا الى تصور معين لكيفية اخراج الحكومة من عنق الزجاجة، موضحا أنه لا يعتمد على تنازلات انما على قرار من ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ بأن يكون ضمن فريق عمله الحكومي شخصيّة قريبة من فئات أخرى على أن يكون هذا الفريق متجانسا تماما كما الحكومة ككل.

 

ولفت نحاس في حديث لـ"النشرة" الى أن التفاهمات التي تم التوصل اليها حكوميا، "تبقي حصتنا ثابتة، فتمثيلنا ككتلة أمر محسوم، وقد اعطى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لائحة من الاسماء لرئيس الحكومة المكلّف ​سعد الحريري​ ليختار من بينهم من الذي سيمثلنا". وقال: "لكن وكما قلنا منذ البداية، الصعوبة لا تكمن حصرا في عملية تشكيل الحكومة بل في تأليف حكومة متجانسة، لذلك طالب ميقاتي بأن يكون الاتفاق الاساس على بيان وزاري واضح، فلا يكون الاتفاق على الاصلاح و​مكافحة الفساد​ بالكلام والعناوين الرنانة، بل بالمضمون من خلال اعتماد نهج سياسي جديد يهدف لبنان الدولة الفاقدة لحيثيتها ووجودها في المرحلة الراهنة".

 

وشدد نحاس على "أهمية أن يتفق الفرقاء داخل الحكومة على استراتيجيّة موحّدة وعلى الأولويّات لأنّ مشكلتنا ليست اقتصادية حصرا، بل هي مرتبطة بشكل أساسي بموقعنا المتأخر جدا في ريادة الأعمال والتنافسيّة، ما يستدعي نوعا من الثورة في النهج السياسي كما تحديث ​البنى التحتية​ التشريعية، بمسعى لوضع لبنان في قدرة تنافسية عالية لتحفيز الاستثمار وجلب رؤوس الاموال". وأضاف: "مشاكلنا المتفاقمة في العجز و​الدين العام​ هي نتيجة مباشرة لعدم وجود قدرة على التنافس، ولعل ما يزيد صعوباتنا في هذا المجال هو اننا نعيش في منطقة مضطربة ومشتعلة".

 

وعن المخاوف المتنامية من انهيار اقتصادي، أشار نحاس الى أن الانهيار لا يتم نتيجة حدث معين انما هو يحصل نتيجة تراكمات يصبح من الصعب ادارتها. واعتبر اننا نرزح تحت وضع "صعب جدا" ولعل أبرز ما يؤشر الى ذلك هو الصعوبة في تأمين التمويل اللازم. وقال: "دخلنا في مرحلة حسّاسة وخطيرة ما يستدعي عناية فائقة وحكومة تكون على مستوى التحديات".

 

وردا على سؤال عمّا اذا كان قد آن أوان اعادة العلاقات اللبنانية السوريّة الى سابق عهدها، شدد نحاس على وجوب أن يوازن لبنان بين ابتعاده عن مشاكل المنطقة العربيّة المنقسمة، وبين تأمين مصالحه، وبالتالي بين موقعه في المجموعة العربية، وبين مصلحته مع الجار الأقرب أي ​سوريا​. وقال: "التوصل الى صيغة ملائمة يحتاج الى طاولة حوار والتعالي عن التحزب ومحاولة الانكباب على البحث في كل ما من شأنه أن يؤمن المصلحة اللبنانية العليا"، وختم مشددا على "اهمية ان ينتج عن هذا الحوار توافقا لبنانيا عميقا".