تجربة الحاج محمد رعد الطويلة مع حزب الله لم تُخرجهُ يوماً عن طوره كما حصل مرّاتٍ عدة مع رفاقه واخوانه
 

خرج النائب الحاج محمد رعد بالأمس من اجتماعه مع فخامة رئيس الجمهورية، للبحث بالملف الحكومي الشائك بعبارة واحدة: للحديث صلة، والعبارة مُحرّفة عن ما هو مُتعارفٌ عليه: للبحث صلة، وعادةً ما يُرافق هذا القول اعتباراتٍ عدّة، لعلّ أبرزها وجود عوائق ظرفية تمنع اكتمال البحث، أو أنّ وقتاً إضافياً ما زال لازماً لاستكماله، وأنّ على المُتلقّي التّحلّي بالصبر والأناة، ولعلّ هذا ما قصدهُ الحاج رعد بقوله: للحديث صلة، أي أيُّها اللبنانيون: تحلّوا بالصبر والإيمان، ولا تستعجلوا أموركم، فالعجلة من الشيطان، وفي العجلة الندامة وفي التّأنّي السّلامة، ومن انتظر ستّة أشهُر يمكنه الإنتظار ستّةً أخرى، وكان الحاج رعد قد سبق له ودعا الجميع للتّأسّي بأهل الشيعة الذين ينتظرون الإمام الغائب منذ أكثر من ألف عام بلا مللٍ أو كلل.

إقرأ أيضًا: إبراهيم الأمين .. من سلامة الجليل عام 82 إلى سلامة عقلك اليوم

والحقُّ يُقال أنّ تجربة الحاج محمد رعد الطويلة مع حزب الله لم تُخرجهُ يوماً عن طوره كما حصل مرّاتٍ عدة مع رفاقه واخوانه، كان على الدوام ناعم البال، قرير العين، مُطمئنّ القلب، هادئ النفس، مُستريح الضمير، وللمفارقة يُخاطب لبنانيين فقدوا نعمة الصبر وهدوء البال، وقرّة العين، وليس لهم من حظوظه الكثيرة حظٌّ قليلٌ أو كثير، باتوا هذه الأيام بلا حكومة فاعلة، ولا عهد قوي، ولا اقتصاد سوي، ولا حُكّام صالحين، ولا أئمّة راشدين، قد شمل القلق نفوسهم، وملأ الحزن قلوبهم، وشاعت الكآبة في ضمائرهم، حتى ضاقوا بالحياة وضاقت بهم، لم يتبق لهم سوى حفنة من المدّاحين والمُطبّلين والمُزمّرين الذين يملأون الشاشات لتخديرهم بإنجازات المقاومة والممانعة، وأنّ أحوال البلاد والعباد في خيرٍ ونعيم، حتى ليتعجّب واحدٌ من جهابذتهم من خور وضُعف إسرائيل، ليُجيبهُ قائدٌ مُقاوم: لا ليست بهذا القدر من الضُّعف والهوان، بيد أنّ من يقف بمواجهتها هو القويُّ القادر.

لذا يقول اللبنانيون اليوم للحاجّ الفاضل وإخوانه: ويلُ الشجيّ من الخلي.