أعمال العنف غير المسبوقة التي شهدتها باريس في إطار تحرك السترات الصفراء احتلت عناوين الصحف الفرنسية التي طرحت تساؤلات عدة حول كيفية الخروج من الازمة
 

فرنسا في حالة صدمة وتنتظر الأجوبة

"ماكرون يبحث عن مخرج" عنونت "لوبينيون" المانشيت فيما "لوفيغارو" كتبت بالخط العريض، على خلفية صورة "قوس النصر"، في أعلى جادة الشانزيليزيه ودخان القنابل المسيلة للدموع يلّفه: "فرنسا في حالة صدمة وتنتظر الأجوبة". "سيدي الرئيس، يلزمنا أجوبة" عنوان غلاف "لوبايزيان" التي اختارت ان تتوجه للرئيس ماكرون بشكل مباشر.

العدالة الاجتماعية هي الإجابة الوحيدة الممكنة

اما "لاكروا"، فإننا نقرأ على غلافها السؤال التالي: "ما الحل؟" فيما "لومانيتيه" كتبت بالخط العريض: "العدالة الاجتماعية هي الإجابة الوحيدة الممكنة" لكن الغلاف الأكثر تعبيرا هو الذي صممته "ليبراسيون" وقد ظهر عليه وجه الرئيس ماكرون وهو يكاد يختفي امام تقدم اللون الأصفر، لون تحرك "السترات الصفراء" الذي "بدت السلطة التنفيذية عاجزة امامه" بحسب "ليبراسيون".

الأولوية هي في عدم تكرار المشاهد التي تحاكي الحرب الاهلية

افتتاحيات الصحف نبهت الى مخاطر ما اعتبرته حركة تمرد وطالبت الرئيس ماكرون بإرساء الحوار. "لوفيغارو" أعطت الأولوية في افتتاحياتها ل "السعي لعدم تكرار المشاهد التي تحاكي الحرب الاهلية" وبالتالي ل "الغاء الزيادات الضريبية التي اشعلت الحريق".

مواجهة بين فرنسا - المدن الكبرى وفرنسا - الأطراف

كاتب المقال "الكسيس بريزه" اشار أيضا الى وجوب الإسراع ب "إرساء مصالحة وطنية" بسبب "المواجهة التي برزت بين فرنسا-المدن الكبرى وفرنسا-الأطراف". "تلك المواجهة أحدثت شرخا كبيرا ويجب الإسراع بمعالجتها" تضيف "لوفيغارو"، "كي لا يطيح غضب الشعوب، الذي أنتج ترامب والبريكست وسلفيني، بكل شيء".

على ماكرون ان يختار بين أن يطفئ الحريق أو أن يؤججه

بدورها افتتاحية "ليبراسيون" اعتبرت ان "الحريق قد استعر وبدأ التمرد" وان "السترات الصفراء قد يغريها التخلي عن الشرعية". "وفي ظل هذا الوضع، على ماكرون ان يختار بين ان يطفئ الحريق او ان يؤججه" يضيف كاتب المقال "لوران جوفران" الذي طالب باعتماد الحل الذي اقترحته النقابات أي التفاوض". "لاكروا" توصلت الى استنتاج مماثل وقالت بوجوب "معالجة النظام الضريبي من الأساس".

ماكرون اختار ألا يكون في خط المواجهة الأول

بدورها "لوباريزيان" اعتبرت ان "على الرئيس ماكرون ان يجد الكلمات والاجوبة المناسبة لتهدئة البلاد" غير ان "لي زيكو" لفتت الى ان رئيس الدولة الذي كلف رئيس وزراءه بفتح الحوار "اختار الا يكون في خط المواجهة الأول". وقد خلصت كاتبة المقال "سيسيل كورنوديه" الى "خطورة التريث" الذي يبدو ان ماكرون اعتمده بسبب عدم "توصله الى حل يمكنه من تهدئة الوضع من دون المس ببرنامجه الإصلاحي" كتبت "لي زيكو".

من المستفيد من مقتل خاشقجي؟

الشأن الداخلي على أهميته، لم يغيب باقي المواضيع وعلى رأسها قضية خاشقجي. صحيفة "لوفيغارو" هي التي عالجت الموضوع وعرضت "التداعيات الجيوسياسية لمقتل جمال خاشقجي" في مقال حمل توقيع "ايزابيل لاسير" التي اعتبرت ان "تركيا وحليفتها قطر هي المستفيد الأول من هذه القضية" أضافة الى إيران التي "قد تبدو شريكا اقل ضررا من الرياض". "قضية خاشقجي قد تصب أيضا في مصلحة روسيا والصين، فالبلدان يترصدان فرصة ملأ الفراغ الذي قد تتركه الولايات المتحدة فيما لو فكت ارتباطها بالمملكة".

تصرف السعوديين لا يرق إلى تصرف رجال الدولة

اما بالنسبة للحرب على اليمن فإن "الضغوطات الأميركية والعزلة السعودية قد تسمح بوقف النزاع في هذا البلد" كتبت "ايزابيل لاسير". وفيما خص السعودية نفسها فقد نقلت "لوفيغارو" عن أحد الخبراء الفرنسيين ان "القضية اثبتت ضعف الأداء السعودي على صعيد التعاطي مع الاعلام والتخطيط والعمل العسكري". "تصرفهم لا يرق الى تصرف رجال الدولة قال أيضا الخبير الفرنسي".

مقتل خاشقجي يؤكد تراجع قيم العالم الغربي

"لوفيغارو" اعتبرت من جهة اخرى ان "جميع قرارات محمد بن سلمان على صعيد السياسة الخارجية نالت من رصيد الرياض من دون يعني ذلك ابعاده عن الحكم". اما على الصعيد الدولي فإن "مقتل خاشقجي يؤكد تراجع قيم العالم الغربي وتفلت الديكتاتوريات من جميع الروادع. وليس من باب الصدفة" تقول "لوفيغارو" ان "يصافح بن سلمان في بيونيس آيرس الرئيس بوتين المتهم بالإطاحة بجاسوس روسي سابق في إنكلترا".