ما اتفقنا، ما في نصيب... وأبواب القفص الذهبي فُتحت على ٨٠٠٠ حالة طلاق في لبنان
 

"مطلقة"، أو "أنتِ طالق".... كلمة شهدتها المحكمة الجعفرية الشيعية في لبنان حوالي ٨٠٠٠ مرة هذا العام (2018)، ليختم أبوابه على ٨٠٠٠ حالة طلاق، لأسبابٍ عديدة ونتيجةٍ واحدة هي "الطلاق".


بعد قصة حب طويلة، وبعد فرحة زفاف كبيرة، يدخل الزوجين قفصاً لاشك أنه يقال عنه من ذهب، لكن سرعان ما يدركان أن ذلك القفص ضيق، غير قادر على احتوائهما، وأن الأحلام الجميلة التي رُسمت في خيالهما، لا تستطيع أن تكون طيراً سجيناً داخل ذلك القفص حتى ولو كان مُرصعاً بالألماس، فتطير الأحلام لتفتح باب ذلك القفص وتختم الحياة الزوجية بحقيقة تُسمى "الطلاق".


٨٠٠٠ حالة طلاق سُجلت في المحاكم الجعفرية الشيعية في لبنان لعام ٢٠١٨، رقم كبير وأسبابه أكبر، ومهما تعددت الأسباب فالنتيجة واحدة، فما هي أسباب إرتفاع هذا الرقم؟

إقرأ أيضاً: حياة اللبناني رخيصة...وهذه الحلقة المليون من مسلسل الغذاء المُسرطن في لبنان!


"ما اتفقنا"، "ما في نصيب"... أو أي جملة قد يقولها أحد الطرفين كسبب للطلاق لإخفاء أسباب عديدة لا تعد ولا تُحصى، وتعد "الخيانة" من الأسباب الرئيسية التي تدمر الزواج وأركانه، ويليها الشك والغيرة، وهنالك أسباب أخرى من بينها:


- الزواج المُبكر.


- التسرع في اختيار الشريك، أو الفشل في اختياره.


- المشاكل الأسرية، وعدم تفاهم الطرفين على أبسط الأمور.


- تدخل العائلة في شؤون الزوجين، مثال تدخل الحماة في شؤون الزوجة أو الزوج.

- الزواج التقليدي، ففي الكثير من العائلات اللبنانية عادات معينة للزواج، على سبيل المثال الأم أو الأخت تختاران العروس للعريس.


- المشاكل المادية والظروق الإقتصادية التي تزيد من المشاكل بين الطرفين.


- زواج الأقارب، أي على نمط "خود القريب أحسن من الغريب".


- ارتفاع نسبة العنوسة في لبنان، ما يدفع النساء إلى الزواج بأي طريقة ممكنة وبسرعة دون التفكير بنتائج الزواج.


- الإنجاب، والذي يكون أحد الأسباب التي تدفع الفرد إلى الزواج، فمنهم من يبحث عن الزواج فقط من أجل الأبوة والأمومة، والعكس صحيح، دون الإدراك أن الزواج والحياة الأسرية تتطلب أكثر من دور الأب أو الأم.
- العقم، فكما يكون الإنجاب سبباً للزواج، يكون العقم سبباً لفشله.....


- دخول المرأة في ميدان العمل وإستقلاليتها.


وفي سياق الأسباب، قد يتسائل الكثيرون عنها، مدركين تماماً أن هناك حلول بدائية قبل الوصول إلى نقطة النهاية أي "الطلاق"، وهنا تقع المسؤولية ربما على كل من رجال الدين والمجتمع والأهل معاً كما تقع على الزوجين، فدور رجال الدين ينحصر "بضرورة خلق حالة وعي إجتماعي لدى الناس لمعرفة سلبيات الطلاق خصوصاً في حال وجود أولاد، ولذلك فلابد لرجال الدين البحث عن وسيلة تمكن الزوجين من التفاهم لتفادي الطلاق".

إقرأ أيضاً: الفن يعود إلى مدينة صور في ثلاثة أوجه


أما الحلول فيمكن حصرها كالتالي:


- نشر التوعية الزوجية قبل الزواج وليس بعده، وذلك عبر برامج تثقيفية، أو مراكز تدريبية تثقيفية.


- العمل على وضع قانون جدي يمنع الزواج المبكر.


- عدم التسرّع في الزواج وإعطاء الوقت المناسب للطرفين لمعرفة بعضهما البعض، لا بل أن الزواج حياة ومشروع طويل لابد من التخطيط له.


- السعي إلى إيجاد حلول جدية للمشاكل الزوجية بدل التسرع واللجوء للطلاق.