بعد فيديو مين الفلتان هل سترفع المرأة صوتها عالياً للتبليغ عن المغتصبين والمعتدين؟
 

منذ أيام قليلة تلقى اللبنانيون رسالة عبر هواتفهم من منظمة "أبعاد" تضمن سؤال غريب وهو "مين الفلتان"، دون معرفة الهدف الرئيسي لهذا السؤال، ولكن سرعان ما تُرجم السؤال عبر فيديو عرضته المنظمة وتم تدواله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تظهر فيه شابة تمثل دور فتاة تعرضت للإغتصاب، وتقف في الشارع ليلاً باكية وخائفة أمام المارة...

وانقسمت ردة فعل المارة اتجاه المشهد، فمنهم من تعاطف مع الفتاة دون التردد في مساعدتها على الأقل معنوياً، ومنهم من حمَّل الفتاة مسؤولية اغتصابها نظراً "للملابس الفاضحة التي كانت ترتديها" حسب قولهم.

وما كان لافتاً هو نظرات البعض للفتاة وكلامهم الجارح لها، والذي تضمن عبارات بذيئة بحق الشابة، منها عبارة "مبين عليها فلتانة - مبينة خبرة – فلتانة  ومبينة من واحد لواحد...."، لتتحول الفتاة المسؤولة الوحيدة عن الحادث.

إقرأ أيضاً: الصورة بتحكي...كتير صعبة الواحد يعتاز الناس

ولعل منظمة "أبعاد" قصدت عبر هذا الفيديو إطلاق حملتها العالمية للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وذلك بعنوان "مين الفلتان"، وتطالب المنظمة وفق ما أوضحت مديرتها غيدا عناني في بيان "بمحاكمة المُغتَصِب بدل الحُكم ولوم الضحية وتشديد عقوبات جرائم العنف الجنسي في لبنان، كما وتستهدف الحملة حثّ النساء المعرضات للاغتصاب على ممارسة حقهن برفع الصوت والتبليغ عن المغتصبين والمعتدين".

وأشارت عناني إلى أن "هدف الحملة هو التالي:

- الضغط باتجاه تشديد العقوبات وتسريع المحاكمات بحق المعتدين في حالات العنف الجنسي والاغتصاب بشكل خاص.

- تغيير النظرة المجتمعية التي توصم المرأة المغتصبة بالعار وتدفعها إلى التستر على الجريمة وخلق رأي عام داعم يدين فعل الاغتصاب كجريمة تستوجب العقوبة الرادعة...".

إقرأ أيضاً: الإغتراب: رحلة الموت الحي إلى الموت المؤبد

ووسط إنقسام المارة عبر الفيديو، إنقسم رواد مواقع التواصل الإجتماعي حول فكرة الفيديو أيضاً، فمنهم من أيّد الفكرة واعتبرها خطوة جريئة بهدف التوقف عن لوم الضحية ومحاسبة المعتدي، بينما اعتبر البعض أن الفكرة "غير ناجحة"، لا بل شكّك البعض أن يكون الفيديو مُركّب كمشهد تمثيلي  بين الفتاة والمارة الذين وجهوا الكلام لها.

وبين مؤيّد ومعارض للفكرة، تبقى المرأة ضحية لجرم الإغتصاب، فبحسب إحصاءات المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي "تُبلِّغ نحو 13 امرأة فقط شهرياً عن تعرضهن لإعتداء جنسي أي بمعدل ثلاث نساء أسبوعياً".

كما وتشير الأرقام إلى أن "واحدة من كل أربع نساء في لبنان تتعرض للإعتداء الجنسي، وتتم نسبة 49 بالمئة منها من قبل أحد أفراد الأسرة أو من المعارف والمحيطين بالنساء".

وكانت منظمة "أبعاد" في العام 2017، قد قامت باستطلاع تبين فيه "أن 80 بالمئة من النساء في لبنان يعتقدن أن الموروثات الاجتماعية والثقافية تبرر الإعتداء والعنف الجنسي".