الشريط الورديّ يجتاح مواقع التواصل الإجتماعيّ... والهدف واحد!
 
27 عامًا مضوا على إعلان الشريط الورديّ، رمزًا لحملة التوعية بسرطان الثدي، الأكثر شيوعًا بين النساء والخامس المسبّب لوفاتهنّ.
وظهر الشريط الورديّ، للمرّة الأولى عام 1991 عندما قامت مؤسّسة أميركيّة بتوزيعه على مشاركين في سباق للناجين من سرطان الثدي، في مدينة نيويورك، لكنّ إعتماده رسميًّا جاء عام 1992 مستوحيًا من الشريط الأحمر المخصص لمرض الإيدز. 
 
وتتلوّن منصّات مواقع التواصل الإجتماعيّ كافّة حول العالم، على مدى شهر كامل باللّون الورديّ لتذكير النساء بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي وضمان نسب شفاء عالية منه وتجنّب رحلة علاج منهكة جسديًّا ونفسيًّا ومادّيًّا.
وتعرّض إستخدام الشريط الورديّ لإنتقادات هائلة، إذ يرى البعض أنّ هناك شركات حوّلت هذا الشهر إلى موسم للتربح من بيع المنتجات مع عدم منح جزء من أرباحها لمساعدة النساء المريضات بسرطان الثدي كما تدّعي، أو إعطاء مقدار قليل من المال مقابل الأرباح الطائلة التي تجنيها، لاسيّما أنّ اللّون الورديّ يرتبط بأنوثة المرأة ولذلك من السهل إستغلاله على الصعيد التجاريّ والربحيّ.
 
ويُسجّل الوطن العربيّ معدّلات إصابة أقلّ من المعدّلات العالميّة لاسيّما في أوروبا وأمريكا لكنّ الإصابة بهذا السرطان في هذه المنطقة تتميّز بخصائص عديدة، معدّل سنّ كشف الإصابة بسرطان الثدي في العالم العربي أقلّ بعشر سنوات من النساء في بقيّة دول العالم. حيث يبلغ هذا المعدّل 45 سنة في مجموع الدول العربيّة، فيما يبلغ المعدّل العالمي 55 سنة.
 
يتوجّب على لبنان عدم ترك النساء بمفردهنّ في مواجهة هذا الورم، من خلال وضع سياسات عامّة وخطط صحّيّة من خلال إستراتيجيّات وطنيّة تغطي جزء من نفقات الفحص المبكر إضافة إلى إنشاء مراكز علاجيّة تهتم بجميع جوانب المرض من جراحة ومرحلة ما بعد الجراحة والإعلام، كما تمثل الإحاطة النفسية بالمرضى جزءًا هامًا من سيرة العلاج والتعافي مما يستوجب توفير أخصائيّين في هذا المجال وتدريب كامل الطاقم الطبّيّ على طرق وأساليب التعامل مع المرضى عند الكشف وعند العلاج وبعد مرحلة العلاج.
 
من جهةٍ أخرى، يلعبُ المجتمع المدني دورًا أساسيًا في محاربة هذا المرض وذلك عن طريق القيام بحملات توعية مكثّفة للتعريف بالمرض والتشجيع على الفحص المبكر والضغط على الحكومة من أجل تطوير منظومتها الصحّيّة حتى تقدّم خدمات تحفظ للمرأة اللّبنانيّة حقّها في العلاج وكرامتها في العيش.